• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

لكيلا تتفاقم المشكلة

2018-09-27

الحياة محطات ومراحل، ما إن نتجاوز مرحلة منها حتى تنتظرنا مرحلة جديدة بكل تفاعلاتها وتداعياتها المختلفة، وكل محطة تتطلب قدرا من المعرفة والخبرة، لنستطيع التعامل معها وسبر أغوارها والخروج منها بأفضل النتائج وأقل الخسائر.
لو تكلمنا عن الطالب في مشواره الدراسي لوجدنا أن مرحلة الدراسة الجامعية هي المنطقة الأهم والأخطر في حياته، فمن خلالها ترتسم معالم حياته، ليعرف إلى أين هو متجه، وماذا يلزمه، وكيف يستطيع فرض إيقاع حياته لتسيير أموره للأفضل.
يفرح كثيرا بنجاحه في المرحلة الثانوية، ويغادره فرحه هذا بسرعه لأجل الفوز بكرسي في الجامعة، ثم يتجاوزه لاختيار تخصص يفرح به ويجد نفسه فيه، حتى يكتب الله له التخرج، لتبدأ بعده رحلة جديدة مع البحث عن وظيفة، وإيجاد مكان له في المجتمع الوظيفي، لتنتهي مرحلة التزود بالوقود لمرحلة الإنتاج والتميز.
ولا شيء يقلق الأسر مثل إخفاق ابنها أو ابنتها في الفوز بمقعد في الجامعة، ثم البحث عن وظيفة، محطتان تجعلان البعض يكره الحياة ولا يتكيف مع صعوباتها، وتجعلان الآخر يقدم على حلول صعبة لا بد منها، كخيار الغربة وترك الأهل لأجل دراسة أو وظيفة.
مزعج جدا للوالدين أن يريا ولدهما يجلس في البيت بلا حول ولا قوة، وليس في يدهما شيء، فيأكلهما الخوف عليه من تخطف الشر له، أو الانحراف عن المسار الطبيعي لحياته بسبب عدم قدرته على التكيف مع الفشل وتجاوزه لنجاح ولو أقل.
الحكومة ليس بيدها كل شيء دائما، وليس من المنطق أن نلزمها بكل شيء ونحن نتفرج ولا نبذل شيئا! لكن في المقابل يهمها جدا ألا تتفاقم المشكلة ويتداعى الخطر فتتراكم الخسائر هنا وهناك. لذا تسعى لخلق فرص بديلة والبحث عن برامج تساعد على بعض الحل وليس كل الحل.
ولنكن صرحاء مع أنفسنا، أن الخلل موجود فينا أولا أننا لم نعد أولادنا للظروف الصعبة جيدا، ولا نزال نبحث عن المعجزات ونجدها هي الحل، ولا نرضى بتغيير المشهد أو البحث عن طرق فرعية تصل بأولادنا لما نرجو منهم ويصبون إليه.
المقعد الجامعي ليس هو الوثير الأثير دائما، وليس هو آخر الكراسي، والوظيفة ذات المكتب ليست هي المنشد والمقصد دائما، بل ان فرص الحياة في غيرهما قد تكون أفضل، لكن البدايات فيها صعبة وتحتاج لعزيمة، وهذا ما يجعل الكثيرين يهربون منها.
ما يزعج في المشهد كله، هو وقت الفراغ الذي ينشأ بسبب التخلف عن الركب المعتاد، والذي تعودنا عليه قبل، ولكن المتغيرات جعلت الأمور تتغير ولا تبدو كما كانت، ولحل هذه المشكلة أرى أن مجال التطوع هو الحل، لكن لا بد لهذا التطوع من تقنين وضبط للإيقاع، لتجاوز مشكلاته والاستفادة من خبراته.
لو قررت الحكومة أن عمل 300 ساعة تطوع معتمدة سيكون حافزا لصاحبها نيل كرسي بالجامعة أو الفوز بوظيفة هنا وهناك، لوجدنا إقبالا عليه منقطع النظير، والفائدة هنا ستكون لكل الأطراف.
ولا أقصد بالتطوع هنا العمل في الحفلات والمناسبات، بل تتعداه لخدمات متعلقة بجهات تعليمية وحكومية، يستطيع الطالب منها اكتساب خبرات تفيده، ويتعرف حينها على مناح جديدة في المجتمع تؤهله لمراحل أخرى تهمه، وتستطيع الجهات الحكومية والخاصة الاستفادة من هذه القدرات وتوظيفها بأقل تكلفة مقابل تأهيلها للحياة ولسوق العمل جيدا.
رؤية 2030 عندما ظهرت، كان الشباب هو محورها الأهم، ورأينا كثيرا كيف هي الجهات سارعت في برامج التحول الوطني لها في إبراز دور الشباب والاهتمام به، وهذا ليس بغريب فمهندس الرؤية شاب صنع المعجزة وهزم المستحيل، وقاد التحول بإرادة وقوة من آمن بالخير وسعى له بكل ما أوتي من قوة وخبرة وإيمان بوطن وشعب يستحق الكثير والكثير.


المقال على موقع صحيفة الحياة