أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
لا نريد أحداً بيننا
2018-09-27
المجتمعات تعيش حياتها وفق أنساق واتساقات مختلفة، ما يحل اليوم يحرم غداً، والعكس صحيح! وما نخاف منه في الماضي نتعايش معه الآن بكل يسر وسهولة.
وهذا الشيء هو ما يجعلنا ننادي دائماً بمراكز البحث الاجتماعي، التي من خلالها نعرف اتجاهات المجتمع وأفراده، ونعرف ما يصح الآن وما الأفضل غداً. مهندس الرؤية وقائد التغيير الأمير محمد بن سلمان، قدم لنا درساً مهماً تحتاج مراكز الأبحاث لسنوات ودراسات لتثبته أو تدعو له، أخبرنا بهدوء ألا شيء مستحيل، وألا شيء يفرض بالقوة، وأنه متى ما توافرت البيئة التشريعية والتنظيمية للأمر، حققنا النجاح تلو النجاح له.
ما حدث في 10-10 هو درس ضمن الدروس التي يقدمها لنا ولي العهد، راهن على المجتمع وفطرته، وجهز الحكومة وهيبتها، فتوارى المرجفون والمثبطون والكارهون للحياة، بل وتغير منطقهم 180 درجة، وأحرجوا أنفسهم بأنفسهم برؤاهم وفكرهم الضيق، ليس عيباً أن يكون لك رأي، ولكن العيب أن يكون رأيك لمصالح خاصة وليست عامة.
تثبت بلادنا كل يوم، أن مجتمعنا محب للحياة، وصانع للفرح وراغب في التوازن والوسطية وتوافر الخيارات ووجود الفرص السانحة للحياة الكريمة، وثنائية الرجل والمرأة في مجتمعنا، لا بد أن تكون على مسافة واحدة، من دون إفراط أو تفريط أو غلو أو انحلال، لا بد من عدم المبالغة في الفصل، ولا الحرص على المشاركة في كل شيء، لكل شيء مقام، ولكل شيء وضع خاص.
الخوف والارتجاف وتصنع الخيالات المريضة، لا بد من وأدها في مهدها، وعدم السماح بتكاثرها، واللعب على وتر المحافظة على القيم وعلى ديننا الجميل وتحميلهما ما ليس فيهما، مرحلة انتهت لوجود من نثق برأيه ولوجود من يرسم معالم حياتنا من دون النظر لتوافه الأمور، لأن ما من شيء يقر إلا وقد أشبع دراسة وتكونت له كل الظروف المناسبة لتطبيقه.
والمرأة وهي تصافح الانصاف والاحتفاء، تعيش الاكتفاء والاغتناء، وتنظر فيه لمستقبلها بحماس ورؤى طموحه، وأصبحت تعرف ما لها وما عليها، وما يجب وما لا يجب، وما الشيء الذي يحتاج لوقت والشيء الذي حان وقته.
العقل الذي تتمتع به نساؤنا، والوعي الذي يعيشه مجتمعنا، يجعلنا نسرع في حل كثير من الأمور ذات الاختلاف المجتمعي وليس الشرعي، فلا يزال وجود ولي الأمر في بعض الأمور عائقاً يمارسه كثيرا ممن لم يراعوا الله فيما اؤتمنوا عليه، فطغوا ظلما وتجبروا عنفاً، فوظفوا ولايتهم لقتل الحياة والحرمان من العيش الهادئ لتحقيق غاية في أنفسهم.
كل امرأة تحترم وتتمنى ولاية من يخاف الله فيها، لكن الحياة ليست نمطا أو شخصا واحدا، والظروف تجعل المتغيرات تهزم كل الثوابت المتعارف عليها، وتجعل الأمر بحاجة لتنظيم يحفظ لكل حقه من دون ذل أو هوان.
ما تزال قضية «الولاية» تحتاج لمدرسة محمد بن سلمان الحكيمة، تلك المدرسة التي معلمها الأول سلمان بن عبدالعزيز، التي لا تدخر وسعاً في إقرار حق ومنع تجاوز وفق عزم وحزم واضحين، مع مراعاة مجتمعنا وعاداته وقبله شريعتنا السمحة، التي فيها كل العدل لكل الأفراد والمجتمعات.
«ولاية الأمر» شأن خاص بنا، ولا نرضى ولن نسمح لأي طرف خارجي التدخل أو تقديم نصائح ومشورات فيه، نحن أعلم بحاجاتنا وولاة أمرنا يخافون علينا أكثر من أي أحد، ولن يتأخروا علينا متى ما رأوا أن كل شيء جاهز لتنظيمها وإقرارها رسميا.
ولي الأمر يحتاج إلى تقييم يحدد مدى أهليته للولاية، والمولى عليه يحتاج إلى جهة صارمة حازمة يلجأ اليها عندما يتجاوز الولي الشرع والعقل والرحمة فيمن ولي عليه. الولاية ملف معقد شائك، كلنا على ثقة أن تنظيمه سيخفف كثيرا من المشكلات على كثير من الجهات الرسمية، وسيجعل صوت الحكمة هو من سينتصر، وسيجعل من تتلبسه الشياطين خانسا لوحده منبوذا من كل أحد.
نعمة كبرى أن كل قرار يصدر من كبارنا، نرى خيره علينا، ونرى حكمته وأثره الإيجابي علينا، لذا كلنا يد واحدة خلف ولاة أمرنا وعلمائنا وكبارنا في ما يرونه خيرا لنا في أمور دنيانا.