بشائر السعادة

2018-06-25

ارتبط العيد بكل سعادة وفرح، لأن الأصل فيه الحرص على صناعة الفرح وتذوقها مع الجميع، لذا دعوني اليوم أتجول بكم بين فضاءات ومقولات حكيمة عن السعادة، نستشف منها المعاني الأجمل فـ«نلون» بها حياتنا كلها.
- قوام السعادة هو ضبط الاستمتاع بملذات الحياة والتحكم فيها على نحو ذكي حكيم. (الفيلسوف الإغريقي إريستبوس القورينائي القرن الرابع قبل الميلاد).
- أفضل الأعمال هي التي تحقق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد ممكن من البشر. (الفيلسوف الأرلندي فرانسيس هتشسون المتوفى في 1746، من كتابه عن الخير والشر في الأخلاق).
- السعادة مرهونة بنا نحن. (أرسطو).
- سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، كل شيء خلق له، فلذة العين الصور الحسنة، ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة، ولذة القلب خاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى، لأن القلب مخلوق لها. (الإمام الغزالي).
- السعادة القومية الإجمالية هي أكثر أهمية من الناتج المحلي الإجمالي، أي أن التنمية المستدامة لا ينبغي أن ترتبط بالمؤشرات الاقتصادية للرفاهية كمقياس للتقدم. (جيجمي سينجاي وانجتشوك، الملك الرابع لمملكة بوتان عام 1971).
- إن مدى شعور الإنسان بالسعادة يتعلق بدرجة كبيرة بما يجري داخله، وبنظرته للحياة، وليست فقط بما يجري حوله من أحداث، سواء أكانت سعيدة أم تعيسة.
- لا ينبغي أن تقتصر السعادة على لحظة بلوغ الهدف، بل ينبغي أن تمتد لترافقنا أثناء الطريق الطويل اللازم للوصول إليها.
- السعادة تشبه الحب، عندما لا يعرف الإنسان ما إذا كان فعلا يحب شخصا ما أو لا يحبه، فأغلب الظن أنه لا يحبه، لأنه لو أحبه لما كان هناك مجال للتساؤل، وكذلك السعادة، من ليس موقنا أنه سعيد، فالأغلب أنه لم يصل إلى السعادة بعد.
- في كثير من اللغات هناك فرق بين السعادة اللحظية وبين السعادة طويلة الأجل، وبل بين الدرجات المختلفة للسعادة، وتجدر الإشارة إلى أن اللغة العربية ثرية في وصفها للسعادة، فهناك مثلا: الابتهاج، والاغتباط، والانشراح، والارتياح، والبهجة، والسرور، والفرحة، والهناء، والبشر، والنشوة، والهناء وغيرها كثير.
- عندما يقول الناس إنهم سعداء بحياتهم، فإنهم لا يقصدون أنهم في حالة سعادة غامرة مستمرة لا تنتهي، بل يقصدون أن الإيجابيات في حياتهم تفوق السلبيات، وأنهم يتوقعون أن تستمر هذه الحالة على المدى الطويل، أن يمرون بلحظات وساعات ألم وحزن، لكنها ليست الطاغية على حياتهم.
- السعادة ليست مطلقة، فحصول طالب على تقدير (جيد) يمكن أن يجعله في قمة الفرح، في حين أن التقدير نفسه قد يعني لطالب آخر نهاية العالم، لأن الشعور بالسعادة يعتمد على التوقعات السابقة للحدث وما إذا كان الطالب يتوقع تقدير (مقبول) أم (امتياز)، إضافة إلى ما يحصل عليه الغالبية، فإذا كان مجموع الغالبية هو (مقبول) شعر صاحب تقدير (جيد) بالتميز والتفوق، على عكس الحال عندما يحصل غالبية الطلاب على تقدير (جيد جدا).
- على رغم الإجهاد والإعياء الذي يصيب الفائز في سباق العدو، فإنه يشعر بالسعادة، لأنه أولاً تفوق على كل منافسيه، وثانياً لأنه اجتاز التحدي، وثالثاً لأنه وجد في نفسه من القدرات والمهارات ما ساعده على تحقيق الهدف.
- تصبح الحياة سعيدة عندما يشعر الإنسان بقيمتها، ولا تقتصر على الماديات، بل يكون للروحانيات فيها نصيب، وأن يكون وراءها هدف أسمى من مجرد انقضاء اليوم تلو الآخر.
- المبدعون من الموسيقيين والمفكرين والفنانين والأدباء، من المؤكد أنهم أشخاص لا يعرفون السعادة، لأن معاناتهم الشديدة، هي التي تجعلهم قادرين على الإبداع وإنتاج ما لم يقدر غيرهم عليه من قبلهم، ولذلك فإن أروع الموسيقى وأرقى الأعمال الأدبية واللوحات الفنية التي تجلب السعادة للملايين، إنما هي مخاض عناء وعذاب قلة من الأشخاص، ضحوا بسعادتهم من أجل الآخرين.
وأخيراً..
لا بد أن نعرف جيداً، أن السعادة ستغادر من لم تجد عنده الاهتمام من دون عودة إليه أبداً.