أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
تحديات «بدر الثقافة»
2018-06-25
استبشر كثيرون بقرار إنشاء وزارة مستقلة للثقافة، ليصبح للثقافة كيان واحد ومرجعية واحدة تضم شتاتها وبعثرتها بين الهيئات والمؤسسات والجهات المختلفة.
فللثقافة نصيب بشكل أو بآخر من جميع البرامج، التي تحفظ للحياة تجددها وتنوعها واستيعابها للرغبات وتحقيقها للأمنيات، فبرامج الرؤية والتحول الوطني وجودة الحياة لها فيها حيز ومساحة تمنح فضاء متعدد الجهات والألوان.
لذلك، فقرار تعيين وزير شاب لهذه الوزارة جعلنا نتفاءل ونذهب بعيداً بالحلم إلى وزارتنا الجديدة، لأن الوزير الجديد الأمير بدر بن فرحان يملك من الفكر والطموح ما يجعلنا نضمن واقعاً ثقافياً يليق باتساع بلادنا وتنوع ثقافاتها.
الثقافة تجاوزت كونها مجرد كتاب وقارئ وندوة، لتصنع مكونات ثقافية تلفت نظر العالم إلينا، من خلال المتاحف والمعارض، ومن خلال الفعاليات والأمسيات والمشاريع، لكي نقدم ثقافتنا في قالب عصري جذاب يجعلنا في صفوف الدول المتقدمة ثقافيا وحضاريا.
في بلادنا، نحن نملك كل المقومات لثقافة تسيطر على المشهد، ولكن ما كان ينقصنا هو إدارة هذا الشيء وفق أسس واضحة، من دون اللجوء إلى الحلول السريعة، والبحث عن نجاحات لحظية!
رؤية 2030 جاءت بمثابة حلم، وها هي تتحول إلى واقع ملموس نراه كل حين، ونلمس أثره واقعا بيننا، الرؤية حرصت على أن تمنح المنتجات استقلاليتها عن الشأن الحكومي، والبحث لها عن موارد وحراك بعيد عن الروتين الممل والبيروقراطية التي تميت كل شيء في مهده.
مرحلة الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون لا بد أن تنتهي، ونخلق بعدها كيانات ثقافية متجددة وذات تفاعل سريع، نريد للحراك الثقافي أن يصافح القرى قبل المدن، والبيوت قبل الهيئات والمؤسسات، نريد الترخيص لنشاط ثقافي أن يتم بسهولة من دون تعقيد أو تعطيل.
نريد من يحفظ حقوق المثقف عندنا، ونريد من يصون منتجنا الثقافي ويباهي به، ونريد أن ندع المشهد الثقافي يتسع للكل، وليس لطائفة عن طائفة، نريد تمثيلنا الثقافي خارجياً يتجاوز الرسمية ليمارس الشغف والتحدي والمسؤولية.
لا نريد لأحد أن يتوجس من الثقافة والمثقفين، ولا نريد لفريق أن يتفرغ لتسيد المشهد ويقصي بقية الفرق عن الحضور وتقديم المنتج، لا نريد ثقافة التخوين والتأليب والتشكيك بين التيارات عندنا، نريد فضاء يسع الكل، تحترم فيه الأطراف بعضها، ويجد المسؤول ما يساعده في صناعة المختلف والمثير ثقافيا.
نريد لثقافتنا رخاء ماليا، فلا ندع الفعاليات تتسول من البعض فيرغمها على واقع لا يسر، نريد كرامة المثقف قبل كل شيء، ونريده عزيزا وهو حي، وخالدا وهو يغادرنا، لا نريد «وسوماً» تشتكي حال مثقفينا وتطلب مد يد العون إليهم.
نريد ثقافة تستوعب الكبار والصغار، بلا فوقية ولا دونية ولا عزلة هنا أو هناك، نريد القرية الصغيرة في الأطراف تتنفس الثقافة وتغزل نسيجها في أثواب زاهية، لا نريد ثقافة المدن وحدها، بل نمنح الفرصة للكل ونفتش عن المبدع أينما كان، ونفتح له كل الأبواب ونتيح له الفرص تلو الفرص.
لا نريد ثقافة تفصل رجلا عن امرأة، وتخلق ثنائيات لا داعي لها، نريدهم جنبا إلى جنب، في جو من الثقة والمسؤولية والفرح بالمكون السعودي والنتاج الثقافي المصاحب لها، نريد أن نلمس تغيرا في الفعاليات الثقافية وفي المنصات والأجنحة، لا نريد الرجوع إلى الوراء ولا نريد الركض بلا مضمار، نريد أجمل شيء وفق إطار تنموي متفاعل ذا جاذبية وتأثير في المجتمع.
صراع الورقي والإلكتروني، لا بد من الالتفات إليه والبحث عن حلول تحفظ للورق تاريخه وتسمح للإلكتروني بالانتشار.
لا بد للوزارة الجديدة من نظرة تقدمية تجاه الرقابة وعوالمها، وتجاه الفسوحات وأنظمتها، نريد تسارعا لا تضييقا، ونريد فكرا نيرا وليس ظلاميا توجسيا، كل شيء قابل للنقاش إلا الثوابت الدينية والوطنية، وما عداهما فليس لأحد حكم جائر عليها.
الطموحات والآمال في وزارتنا لن تنتهي، لكن مع وزيرنا ودعم القيادة له سيكتمل بدر الثقافة ويفرح المثقف والمتلقي بكل شيء، بإذن الله.