• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

خريطة طريق لمستقبل يليق

2018-06-25

كعادته «تويتر»، مرآة العصر التي تعكس لنا صورة ما يحدث حولنا، وحتى بعيدا عنا، أثناء تجولي بين صفحاته لفتت نظري تغريدات للمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، اعتبرتها خريطة طريق واضحة ودعوة صريحة لترميم شامل لآيديولوجية المجتمع، تجدد أفكاره في ما يخص أمورا مهمة تتعلق بنظرة المجتمع لمفهوم الاختصاصات والوظائف التي تحتاج إليها المرحلة الحالية، والتي لو لم نجددها لأصبحت كل أهدافنا أسيرة الأماني. «فهمي للحكمة الشهيرة، أولادكم خلقوا لزمان غير زمانكم فلا تقسروهم على عاداتكم، أن العلوم التي يجب أن يتعلموها متطورة متغيرة، فلكل زمان علومه الخاصة، وما كان في وقتنا من الاختصاصات مرغوب فيه اليوم على العكس تماماً، الثوابت الدينية والأخلاقية فقط هي الثابتة ولا تتغير»، أحد معوقات النماء أننا مهما تعلمنا وتوسعت مداركنا غير أننا في ما يخص مستقبل أبنائنا يبقى أملنا في الغالب وما نتمناه لهم أسير حقبتنا الزمنية ومتطلباتها، المهندس والطبيب وغيرها من الشهادات التي كانت ميزة تتخاطف شواغر الوظائف خريجيها الآن أصبحت عبئا على أصحابها لكثافة عدد الخرجين، بما لا يتناسب مع حجم الوظائف المتاحة، لأسباب كثيرة يطول شرحها، ومع ذلك مازلنا ندفع أولادنا لدراسة هذه الاختصاصات، ومازلنا - أهلا ومجتمعا - نزرع في عقولهم ألا مستقبل لهم من دونها، والنتيجة إلى الإحباط أقرب.
فما الحل إذن؟ الحل أن نحدّث مناهجنا الدراسية، بحيث تصبح مادة تغير فكر وحفز على الإبداع أكثر منها مادة حفظ ومعلومات متلقاة، لماذا لا تلغى من التاريخ والجغرافيا مثلا الخرائط وعدد السكان وغيرها، مما لا فائدة منه، وتستبدل بحضارات الشعوب في ما يتعلق بأسباب نمائها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وأسباب إخفاقها، في العلوم والكيمياء والفيزياء والأحياء لماذا تكون الحصص في المعامل أكثر من الفصول لنحيي روح الاختراع والاكتشاف لمن يملكها ونحفزه عليها، لماذا لا نضيف مناهج تعلم أولادنا ثقافة الحقوق واحترام الغير، وغيرها مما نحتاج إليه من ثقافات تساعدنا لنصل إلى الهدف. الجامعات والمعاهد أيضاً، لماذا لا تستحدث اختصاصات تناسب العصر وتفتح أبوابا جديدة لخريجي ثانوية عامة أغلقت بوجوههم الأبواب؟ «همسة لأبنائي، لا تعتمدوا على شهاداتكم فقط، سوق العمل لها متطلباتها، أنتم تعيشون في عالم تحول إلى قرية صغيرة، ابحثوا عن الدورات التي تحتاج إليها السوق، سواء أكانت عن بعد (أونلاين) أم بالحضور، سيرتك الذاتية تستحق أن تتعب من أجلها، احرص أن يتنافسوا في استقطابك، لن يتم ذلك ما لم تتعب على تطوير نفسك»، هنا نريد سؤالا موجها مباشرة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وكل الجهات التي لها علاقة بالتدريب، كلنا نعرف أن الدورات التدريبية هي أسرع وأنجح وسيلة لتغيير آيديولوجيات كثيرة تتطلبها المرحلة الحالية، هذه الدورات هي حلقة الوصل الأقوى بين المسؤول والمواطن، لنفهم متطلبات التغيير كما يجب أن يكون من دون اجتهادات شخصية يمكن أن تخطئ أو تصيب، بحسب وعي المتلقي، ما قد يثير بلبلة في المجتمع وسوء فهم بين الطرفين تجعلنا نسير بسرعة أبطأ بكثير مما تحتاج إليه المرحلة.
سؤالي هو؛ ماذا فعلت هذه الجهات لشد الترهلات الإدارية التي شاخت وفقدت فعاليتها فأصبحت عاجزة عن اللحاق بركب حاجات المرحلة، على رغم أنها أساس قوي تعتمد عليه خطط ٢٠٣٠.
التدريب بكل أنواعه هو الرهان القادم لزيادة الوعي والكفاءات وتوسيع المدارك وخلق جيل يعتمد عليه، فماذا فعلت الجهات المعنية به من أجل مواكبة الحدث الوطني الأكبر؟ ما زال الوضع صعباً جداً عند استخراج التصاريح، وبعد التصريح إجراءات معقدة جدا لإقامة الدورات واستنزاف مادي وإداري يرهق، والنتيجة احتكار التدريب في مراكز وانتحار مراكز أخرى على أبواب عدم مرونة أنظمة التدريب. ها هي صفحات المسؤولين تعطينا خريطة طريق واضحة لإنجاح رؤية ٢٠٣٠، التي تبنتها عقول خلّاقة وراهنت عليها حكومة بنّاءة، والبقية، علينا نحن بصفتنا مسؤولي قطاعات حيوية في الوطن من وزارات ومؤسسات، وإعلامين وقنوات فضائية، يجب أن نسعى لتكون استثماراتنا المعنوية بأهمية استثماراتنا المادية نفسها، لنحقق إيرادات فاحشة من عوائد وطنية تعود بالرخاء على الدولة والشعب.