• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

مع الله

2018-04-15

كلنا يعلم أن كل من في الأرض لو عبدوا الله حق عبادته ما زادوا في ملكه شيئاً، ولو كفروا به وعصوه ما نقص من ملكه سبحانه شيء، وأن هذه الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء!

لا بد أن نعلم علم اليقين أن الله سبحانه ليس في حاجة إلينا، وأننا لن نزيد في ملكوته شيئاً. لذا، فلنتوقف في نظرة شمولية إلى أسلوب حث الناس على طاعته سبحانه بالترهيب والتخويف من عقابه، لنفهم من الواقع وجوب استبداله بالدعوة إليه سبحانه بحبٍّ يبين أن رحمته تسبق عذابه، فالله أرحم بنا من أن يعاقبنا بسبب معصية في لحظة ضعف تعقبها توبة، إذ إن العلاقة مع الله فوق كل حسابات الدنيا، ورأينا في الحديث الصحيح كيف أن بغياً من بني إسرائيل دخلت الجنة لأنها سقت كلباً شربة ماء.

نحن في حاجة إلى منهج عقدي وروحاني متجدد نستطيع من خلاله سد تلك الفجوات في أرواح كثير منا، وترميم البناء الروحي الداخلي، ليشعر كل منا بالقرب من الله وحسن العلاقة معه.

ما تزال مناهجنا الدراسية في التوحيد والحديث تحديداً غير قادرة على الاقتراب من شغاف قلوب صغارنا واستثارة دهشتهم ومنحهم مفاتيح الحب في الله والإيمان به كما يحب ويرضى، ما تزال أسيرة لعبارات محكمة البيان، لكنها لا تسكن قلوب صغارنا ولا تلامس أرواح طلابنا، فنخسر فرصة تقريبهم من الله، من خلال منهج دراسي هدفه زرع العقيدة السمحة وبث الإيمانيات المطلقة وفق منهج قويم، بلا تكلف ولا تنطع يجعل الأمر يخرج عن مساره الصحيح!

جيلنا الجديد، في ظل المتغيرات حوله، يحتاج إلى أن نربطه مع الله برباط متين، نوازن فيه بين الخوف والرجاء، ونغلب جانب الرجاء فيه أكثر، يحتاج إلى أن يعبد الله على بصيرة وبيان، يلتزم بأمره طواعية من دون أن يكون مجرد التزام ظاهر بلا باطن يتفاعل معه.

الجيل الجديد يعيش متناقضات عدة، ويتعرض لتيارات تعصف به هنا وهناك. لذا، لا حل له إلا بالرجوع إلى الفطرة القويمة، من دون الخوض في غيبيات لا طائل منها، ومن دون الاستسلام لأفكار تبعدك عن الهداية أكثر.

لا بد أن نترفق به عند الخطأ، ونخبره كم أن الله غفور رحيم، عند خطأ عبده بحدود، لأنه يمنح الطريق لمغفرته، وأنه ما من أحد يصبر علينا ويحلم مثلما يصبر ويحلم سبحانه.

يفتقد الجيل الحالي الخطاب الدعوي الهادئ، يفتقد العالم الرباني الذي ما إن نراه حتى نذكر الله أكثر، وما إن نستمع إليه حتى تترتب أشياء كثيرة عندنا، وللأسف فإن مواقع التواصل أفسدت كثيراً من العلماء وجعلتنا نراهم في غير المكانة التي تليق بهم، وتنافست فيهم دنيا فانشغلوا بها عما هو أهم؛ وهو تبصره الناس وبيان المعرفة لهم ونهيهم عن الغي والفجور بالحكمة والموعظة الحسنة.

لا بد للجهات المعنية من هيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارتي التعليم والإعلام من الالتفات إلى المنهج العقدي، ومحاولة إيجاد خطاب روحاني يحفظ للقلوب خشوعها وتدبرها، ويمنح العقول فكرها القويم، فلا تنجرف هنا وهناك، وهذه الجهات الأربع هي مربع الحفظ والصون لمجتمعنا، من خلال منصاتها الدعوية والإعلامية والتعليمية، فلا بد من اختيار من نأتمنهم على عقائد أفرادنا، من دون أن نمنح الفرصة لمنهج خفي ليتسلل بيننا فينحرف بمجتمعنا أقصى اليمين أو أقصى اليسار، نحن أمة الوسط، ونلنا خيرية الزمان والأممية لأننا عنوان الوسطية في كل أفعالنا وأقوالنا.

لا بد من مشروع توعوي نستعيد به الإيمان بالله، ونقدمه لأبنائنا في قوالب من حب، نخبرهم فيها بأن الله ما قدر شيئاً إلا وفيه خير قد نعلمه وقد لا نعلمه، من دون الاستسلام إلى نظرية العقوبات والغرق في سواد لا نور نجده بعده.


المقال على موقع صحيفة الحياة