أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
التواصل أملنا
2018-04-15
الحياة هي حراكنا الذي نفعل، وفكرنا الذي يمضي ويتطور، وأقوالنا التي بها نؤمن، هي نتاج لكل ما نقوم به سراً وجهراً.
ما نحزن عليه الآن في حياتنا، هو البلبلة التي تجعلنا في حيرة التمييز بين الصواب والخطأ، أو بالأصح من بيده أن يقول هذا صحيح وهذا خاطئ!
تصيبنا الحيرة عندما نرى تقلب الأحوال في الحياة برتم سريع، ليلحق بتغير ظروفها ومعاير القيم والقناعات فيها، أصبح كل شيء يتبدل بسرعة فائقة، بعد أن كنا نعيش عقوداً ونحن على قناعة أن فعل كثير من الأفعال يعد ضرراً وخروجاً عن طريق الصواب، حتى إننا أصبحنا لا نعرف كيف نحيا من خلال أنفسنا، فمن المزعج أن تكون حياتنا من خلال الآخرين اتقاءً لشرهم، وسلامة من غمزهم ولمزهم، باتت أمور كثيرة في حياتنا معلّقة، لا نعرف كيف ننتهي منها، ولا كيف نحسن التعامل معها، فنظل في المنتصف دائماً، ويتضح ذلك جلياً في تعاملنا مع شؤون المرأة بالذات.
عباءتها مشكلة، حجابها معضلة، خروجها قضية، حقوقها معلّقة، إن دعت إلى شيء الكل بحث عن مصلحته قبل مصلحتها، إن فازت بحق الكل بحث عن إعاقة أو تعطيل أو اختراع لكي لا تنعم بما فازت به، فلا يعود لها منقذ بعد الله إلا قرار من سلطة عليا، لتتدخل وتفرض على المجتمع حقاً لها، فيسكت حينها الكل وتنتهي كل عنترياتهم ورؤاهم المتباينة.
نواجه مشكلة منذ زمن مع مفهومنا للحرية، بعضنا ما إن يسمع هذه الكلمة حتى يتبادر إلى ذهنه أنها الانحراف والانحلال والتخلص من منظومة القيم الدينية والأخلاقية، وكأن الحرية ما خلقت إلا لهذا، وهذا عين الخطأ والله!
الحرية باختصار، هي فعلك الشيء النابع من نفسك ولنفسك، بشرط ألا يتعدى ذلك حواجز المحرمات شرعاً، ولا يمس الآخرين بضرر لا ذنب لهم فيه.
منهج الدولة الآن يشجع على الحرية المقننة، التي لا تقمع حرية الفرد، بشرط ألا تهدم أسوار الخصوصية الشرعية والنسيج الأخلاقي، ومن دون الانسلاخ من الهوية السعودية، التي كانت وما زالت نيشاناً مشرفاً يتوسط صدر المواطن، لذلك لو تعلمنا مبدأ الحرية مبكراً، وزرعناه في نفوس صغارنا، لاستطعنا صناعة جيل مستقل بذاته وبفكره، يقرر ما يريد وفق منظومة احترام للقوانين والعادات من دون الركون للبالي منها، ومن دون الاستعجال في المثير منها، وممارسة الحكمة في إقراره والدعوة له والدفاع عنه.
بلادنا تشهد تحولات كبيرة اقتصادية وتنموية لا حدّ لها، بل إن تسارعها يجعلنا في تحدٍّ أكبر لمواكبتها والاستعداد لها والنجاح فيها وتحقيق المكاسب منها، لكن هذه التحولات الكبيرة، تعيش بالقرب منها توترات وتوجسات تجعلنا نتأخر ونضيع كثيراً من الوقت والفرص، تغير ميزان القوى الآن في مجتمعنا، ما عادت الفتوى وحدها هي القادرة على فرض الواقع، ورأينا كيف أن «وسماً» في «تويتر» قادر على تغيير مسارها، وإجبار من أفتى بها، أن يعيد النظر فيها توضيحاً أو تراجعاً.
وفي الوقت نفسه، أصبحت للمشاهير سطوة على الواقع لا نعرف لها سبباً، فمن يصدق أن قراراً يصدر من الوزارة بوقف تنفيذ مسلسل، ونفاجأ به يعرض على قناة تجارية سعودية مع تغيير الاسم، وتخرج بطلة المسلسل غير السعودية لتمثل الفتاة السعودية على رغم إساءتها للسعوديات، وعلى رغم كل الملاحظات عليها لتصرفاتها الخارجة بصفة عامة عن منظومة أخلاقيات الشخصية الخليجية خاصة والعربية عامة، تخرج في مواقع التواصل وتتحدى كل من قالوا لها لا وتغيظهم أنها قوة لا يستهان بها.
شئنا أم أبينا، نحن كمجتمع سعودي مستهدف من كل اتجاه، والكل يبحث له عن منفذ يتسلل منه إلينا لينثر سمومه، ويشوّه سمعتنا وفطرتنا، لذا لا بدَّ لنا من إطار مرجعي يحفظ لنا كل هذا، ولا بد لمركز التواصل الحكومي المنشأ حديثاً، أن يفرض وجوده، ويقف في وجه كل أولئك الذين هدفهم ضرب استقرارنا الاجتماعي، وإظهار اختلافنا كتخلف حضاري!
أدوات المعركة الإعلامية اختلفت، ولا بد من طرق تجعل الآخرين يغادرون المشهد مبكراً، من دون الحاجة لخطاب مجيش، ولا الدخول في مهاترات نحن في غنى عنها. مركز التواصل الحكومي هو أملنا في التنسيق بين المؤسسات والمجتمع، والوقوف بحزم في وجه كل من يمسنا من قريب أو بعيد كوطن أبيٍّ قوي شامخ، وكمجتمع له خصوصية راسخة الأسس متغيرة الشكل بما يتناسب مع ظروف الزمان، ليكون مركز التواصل الحكومي هو خط الدفاع الأول، وصانع أهدافنا والمبشّر بنجاحاتنا ومكتسباتنا.