• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

سعوديات

2017-12-13

كلنا يؤمن أن الإعلام هو القوة الناشطة والفاعلة في تغيير الرأي العام، وفي القدرة على تحريك المياه الراكدة، وفي قدرته على صناعة محتوى يحدث أثراً وفرقاً في المجتمعات.

والإعلام ليس مسؤولية دولة، إذ إن للقطاع الخاص أيضاً دوره فيه، والذي يجبر كثيراً من المؤسسات على التعامل معه، إما اتقاء لشره وإما كسباً لتأثيره وتمرير كثير من الأفكار من خلاله.

مما لا شك فيه أن المجتمع السعودي هو السوق الأهم في الأهداف الإعلامية لكثير من المؤسسات الإعلامية، بسبب العدد والتأثير والتفاعلات المصاحبة لكل حراك حواليه، فمن يريد شهرة أو الوصول إلى القمة لا بد له من المرور بنا ليحصل على الكعك والمال والشهرة.

لذا، وجدنا في الآونة الأخيرة شركات إنتاج إعلامية تستثمر في المجتمع السعودي، فتنتج برامج ومسلسلات تحاول من خلالها لفت النظر، وللأسف عادة يتم ذلك من خلال محتوى سلبي، يركز فيه على جزئيات صغيرة ويهولها، أو يستضيف حاقدين أو مغفلين لأجل تقديم ثقافتنا وقيمنا بصورة لا تليق بمجتمعنا وأصالته، وكلنا قرأ في العقدين الأخيرين عدداً من الروايات التي تتحدث عن مجتمعنا، لنفاجَأ نحن بها، ونحن أبناء هذا المجتمع ومن عاش كل تطوراته ومتغيراته الثقافية والآيديولوجية، فخرجت روايات صفراء أخرجتنا بصورة مبالغ فيها لا تشبهنا، متناسية إرثاً ونتاجاً حضارياً نفتخر ونتباهى به عبر الأزمنة.

وللأسف، كانت قضايا المرأة وتحولاتها هي الفاكهة التي يتغذون عليها وينسجون منها الخيالات الكاذبة والمبالغات الزائفة، وللأسف فإن من كتبها إما سعودي منا، ولكنه مريض ولا يرى إلا سواداً، أو كتبها من عاش بيننا واغتنى بنا وما إن أتته فرصة من مؤسسات حاقدة، حتى تنكر لنا وقال عنا ما لا يصح ولا يليق، وأصبح مجرد كلمة «سعودي» أو «سعودية» بطاقة رابحة تضمن له رواجاً كاذباً وشهرة سوداء يحتفل بها الحمقى والمغرضون.

كلنا ابتهجنا عندما صدرت تعليمات وزير الثقافة والإعلام، بمنع بث أي مسلسل أو برنامج يتضمن إساءة صريحة أو ضمنية إلى نساء المملكة أو أية فئة أخرى في المجتمع السعودي، وحذّرت الوزارة من استغلال اسم «السعودية» في العناوين للترويج لأعمال لا تتفق مع القيم والمعايير الأخلاقية، التي نصت عليها السياسة الإعلامية للمملكة، وشددت الوزارة على أن أية قناة تعرض أعمالاً مخالفة سيطبق بحقها النظام وتتم معاقبتها على هذه المخالفات، وستلزم الجهات الإعلامية ذات العلاقة الاهتمام بالمحتوى الإيجابي في جميع الأعمال الفنية والبرامج التلفزيونية؛ بما يعزز القيم الأخلاقية.

وما نعرفه أن القنوات الخليجية الحكومية والتجارية هي السوق الأولى لرواج كل هذا النتاج الفني والثقافي، فلو تم تفعيل الميثاق الأخلاقي بينها، ومنع كل شيء يسيء إلى مجتمعاتنا، لتم غلق كل من يفكر باستخدام الفن والثقافة في ضرب مجتمعاتنا والإساءة إليها، من قريب أو من بعيد.

وليت وزارة الإعلام ترسل إلى القنوات وشركات الإنتاج بقائمة سوداء لممثلين وممثلات ومذيعين ومذيعات ترفض وجودهم في الفضاء الإعلامي، وتحذر من التعامل معهم، لما يملكون من رصيد سيئ تجاه بلادنا، وتعلن أن وجودهم في برنامج أو مسلسل سيقلل من فرص عرضه في الشاشات، لكي نغلق الباب في وجه كل منتفع حاقد تطاول علينا ونسي أفضالنا عليه، وبخاصة في أوساط الفنانات، اللاتي يقدمن المرأة الخليجية، وبخاصة السعودية، في أبشع صورة، فيرتبط اسمها في الوسط الفني بوصفها «فنانة خليجية» وهي لا يربطها بنا سوى لهجة أتقنتها، على رغم أنها لا تمثلنا، ولا سيما في ظل ما نراه منها من «سنابات» ومقاطع لها لا تليق بامرأة تمثلنا أو تقدم دوراً بالنيابة عنا.

انتهى زمن الصمت والسكوت، وبخاصة في زمن الانفتاح الفني والإعلامي، الذي أراد الارتقاء بحسّنا الفني فاحتضن الحفلات ودور السينما، فلنحرص على أن يكون الفن في مجتمعنا ذا رساله راقية بعيداً عن مرتزقة فن هابط شياطينهم لا تهدأ، ونحن لن نسمح لأحد منهم أن يمس أعراضنا ومجتمعنا بكلمة أو بمشهد أو ممثل محسوب على الفن لا يمثلنا!

 


المقال على موقع صحيفة الحياة