أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
الـ«سناب» نابٌ وسمٌّ!
2017-12-13
في الفترة الماضية شهد مجتمعنا حراكاً لافتاً للنظر، تم من خلاله إيقاف كثير من الأخطاء وتصحيح مساراتها، وفرض شخصية الدولة والنظام على كل أحد، كائناً من كان، وتم كل ذلك بمباركة شعبية وتفاعلات مجتمعية وانبهار دولي من قدرة وطننا على صناعة المعجزات بهدوء.
رأينا كيف تم إيقاف مسلسل الفساد والمفسدين، وفتح صفحة جديدة في التعامل مع قضايا المال العام، لأجل الحفاظ على الثروات للأجيال القادمة، وأثمرت هذه الحملة عودة بلايين إلى الخزانة العامة، وضبط كثير من التجاوزات، والحرص على منع تكرارها، بل إن ما حدث سيجعل كل واحد يفكر ألف مرة قبل أن يوقع على ورقة أو يتسلم شيكاً، حتى يتأكد أن كل شيء وفق النظام ولا تشوبه شائبة.
الحملة الثانية، كانت في تطهير الوسط الرياضي من بعض الأصوات والأقلام المزعجة، التي جعلت الرياضة عندنا حرباً وكراهية لا تطاق، وسمحت بخروج طفيليات أضرت برياضتنا وجعلت كل شيء يتم خارج الملعب وليس داخله، فتوالت خساراتنا وتعددت.
لكن مع مقدم القيادة الجديدة لهيئة الرياضة رأينا كيف عاد كل ثعبان إلى جحره، واكتفى بسمّه لنفسه، ورأينا كيف أن تلك الأقلام والأصوات عادت إلى صوابها، وتطهّر وسطنا من كثير، وما زال يحتاج، وما زالت الهيئة تقوم بواجبها وأكثر.
جمال هذين الحدثين هو في عودة القانون إلى الواجهة، وحزم المسؤول في تطبيقه، ومراعاة مشاعر الناس وحياتهم والحفاظ على ممتلكاتهم المادية والمعنوية. هذا الحراك المثمر، يجعلني أنادي بحراك موازٍ له، ولا بد من القيام به في أسرع ما يمكن، لما تسبب لنا فيه من انحرافات مزعجة في مجتمعنا، وأتحدث هنا عن عالم «سنابشات» تحديداً.
لا بد من حملة من وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية ووزارة الاتصالات، لإيقاف كثير من الحسابات عند حدها، ومنع الضرر الذي يلحق بمجتمعنا بسببهم. جولة بسيطة في عالم «سناب» لبعض الحسابات تجعلك تضع يدك على قلبك وتمسك بعقلك، وتصرخ هل يعقل هذا في مجتمعنا؟!
حسابات لأشخاص حقيقيين يتطاولون فيها على قيمنا وعاداتنا، ويقدمون أنفسهم بصفة نشطاء وأوصياء علينا، ويفسدون حياتنا بقصصهم وصورهم وحراكهم السخيف والماجن، وللأسف كثير منهم لم يحترموا خير هذا البلد والجنسية التي منحت لهم، فخرجوا بمقاطع تسيء إلينا أفراداً ومجتمعاً ودولة في كل اتجاه!
أعلم أن أحداً سيقول، لنلغِ متابعتهم فيتلاشوا، ولكن للأسف هذا لا يحدث من باب الفضول، بل هو من باب العلم والاطلاع على ما قد يكون مثيراً ممتعاً وجاذباً لأبنائنا ومراهقينا، ما يتسبب لهم في غربة الهوية وضياع الأخلاق، ولنا في القهر والندامة والحسرة على واقع يصورونه لهم ليس بالحقيقة!
وكما قامت وزارة الإعلام بإغلاق عدد من المواقع الإعلامية التي تسيء إلى بلادنا، وحجبت وزارة الاتصالات كثيراً من التطبيقات التي تفسد أكثر مما تصلح، وأوقفت وزارة الداخلية حسابات التطرف والكراهية، التي جعلت شبابنا يلبس ثوباً ليس ثوبه، جاء الوقت ليتحدوا جميعاً، ويراقبوا محتوى هذه الـ«سنابات» جيداً، ويفرزوا الصالح من الطالح منها، ويتم استدعاء من يخرج على النص وإنذاره، ثم إيقافه وعقوبته إن لم يلتزم.
لا شيء يفسد المجتمع وأفراده مثل السماح لمن لا عقل له بتغذية عقول الكثيرين. لذا، لا بد من هيبة دولة وغضب مجتمع وتطبيق قانون على كل من يتخذ من «سناب» وسيلة لإفساد المجتمع أو تشويه صورتنا. كلنا نحب الحرية وننشدها، لكن تنتهي تلك الحرية عندما نرى فيها تعدياً على ثوابت تحفظ لمجتمعنا أصوله وقيمه وثقافاته.
الإعلام الجديد وجد لاختصار الحياة وتبادل المعرفة، وليس لهدم القيم ونزع الفضيلة والتشهير ببعضنا من دون رادع أو مسؤولية نركن إليها، فهل نرى حملة ضدهم ننتصر فيها لمجتمع البياض والطيبة الذي نعيش فيه؟