• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

«نيوم».. الحل لتعليمنا

2017-11-14

«نيوم».. الحل لتعليمنا

أعلنت المملكة، خلال عام 2017، إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية التي ستضعها في مكانها اللائق ومكانتها المستحقة بين دول العالم المتقدمة والمؤثرة، بالاستثمار الأمثل لثرواتها الطبيعية المتنوعة وخصائصها الكثيرة المميزة، ويأتي إعلان هذه المشاريع ضمن الخطط الهادفة إلى دعم «رؤية السعودية 2030» وتحولها إلى نموذج رائد بين دول العالم في مختلف جوانب الحياة، بابتكار استثمارات نوعية مميّزة داخل البلاد تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية للشباب.

في الـ24 من تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إطلاق مشروع «نيوم»، الذي يمثل وجهة المستقبل والتاريخ الجديد، والوجهة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم، التي تليق بمواهب المستقبل، إذ يعد محوراً يجمع أفضل العقول والشركات لتخطي حدود الابتكار، وذلك من خلال استهداف تقنيات الجيل القادم بوصفه ركيزة أساساً للبنية التحتية للمشروع، لما يحويه «الموقع» من موارد طبيعية غنية..

وما أن تم إعلان «المشروع» حتى خرج كثير من الوزراء ليعلنوا أن وزاراتهم ستنشئ الخطط اللازمة لمواكبة هذا المشروع وبقية المشاريع، ما يهمني من هؤلاء الوزراء هو وزير التعليم، الذي أعلن أن الوزارة جاهزة بخططها التعليمية لمواكبة هذه الاستثمارات.

ولي العهد، في حديثه عن المشروع ذكر أنه لن يكون معنا فيه إلا الحالمون فقط، وهنا مربط الفرس! فهل تعليمنا الآن قادر على منحنا الحلم، واستيعاب أحلام كثيرين من طلبتنا ومبدعينا معلمين وأساتيذ؟

أشك في ذلك، لأني أرى تعليمنا - بشقيه؛ العام والعالي - عاجزاً عن إيجاد نفسه، فكيف لنا أن نطالبه بتحقيق حلم أو البحث عن حلم!

وأقولها بصراحة، إن مثل هذا المشروع فرصة، وجاءت لإلغاء سياسة التعليم عندنا ووثيقتها التي كانت صالحة لفترة، وعجزت عن تلبية طموحات الفترات التي نعيشها الآن. «نيوم» وما معها من مشاريع، لا تريد تعليماً ذا أسوار، ولا تبحث عن فصول مغلقة، ومعلم ومنهج، ولا تريد تعميماً أو قراراً، هي تريد باختصار فضاء متسعاً يسمح بالتعددية والمشاركة وكسر كل الحدود والقيود.

مللنا من يوم دراسي وحصص ومناهج هي هي، وجاء الدور لصناعة واقع تعليمي قادر على استيعاب المستقبل وكتابة سطور الإبداع فيه. لسنا في حاجة إلى حقيبة مدرسية تثقل كاهل الطالب، ولا تمنح عقله ما يشفع له بأن يكون في المستقبل.

إذاً؛ ماذا يلزمنا لنضمن انسيابية كل شيء وعدم التعثر مستقبلا؟ باختصار سيكون المستقبل للتعلم الذاتي، والرهان على الفرد بوصفه مبدعاً، والمنظومة التعاونية بوصفها إطاراً تفاعلياً بين أطراف العملية التعليمية.

لا نريد الطالب متلقياً فقط، ولا نريد المعلم مانحاً فقط، نريدهما معاً؛ كلاهما يعلم ويتعلم.

من المفترض أنه في العام الدراسي المقبل تنشأ مدارس بأنظمة جديدة في تعليمنا، تسمى باسم مدارس «نيوم»، لتكون النواة لذلك الحلم المنتظر.. حتى جامعاتنا، لا بد أن تتجاوز قاعاتها واختباراتها الورق والدرجات لتمنح طلبتها كيف تصنع حلماً قابلاً للتحقيق..

مشروع «نيوم» دعوة للحالمين، وتعليمنا لا بد أن يكون مضمار الأحلام الجميلة، وليس مجرد أضغاث أحلام تفسد علينا كل شيء!

وكما صرح ولي العهد بأننا سنقضي على كل تطرف يعيش بيننا أو يقترب منا، فلا بد لتعليمنا أن يراجع نفسه ويحاسب نفسه؛ هل هو مع المتطرفين أم بين الحالمين؟ ولا بد من تخليص جسدنا التعليمي من الشخصنة ومن الثبات على شيء عفا عليه الزمن وتجاوزناه، والابتعاد عن الازدواجية وجعل الطالب يقرأ شيئاً ويعيش شيئا آخر! التعليم والمدارس ما وجدت للحيرة والاضطراب والتطرف، بل وجدت للحلم والمنافسة والابتكار والدهشة ومحاولة صناعة شيء مختلف.

أقولها وبكل صراحة.. لا شيء نخافه على مشروع «نيوم» وأخواته إلا تعليمنا وترديه وعدم قدرته على صناعة قوالب مدهشة تواكب المتغيرات وتنسف كل التقليدية التي توشح بها منذ عقود. كل مشاريع تطوير التعليم وخططه للأسف ماتت في الأدراج، أو ذهبت مع وزير، أو تاهت مع وزير آخر! وجاء مشروع «نيوم» ليقرر خطة التطوير الحقيقية من خارج أسوار الحرم التعليمي، ليقود صندوق الاستثمارات عندنا ركب التطوير في تعليمنا ذاته، ويحقق ما عجز عنه أهل التربية والتعليم.

«نيوم» ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو مشروع إصلاحي تنموي، سنقطف معه كثيراً كثيراً، وستنتهي على يدية كل مشكلات وعقد وتخلف تعليمنا أولاً، وبقية المؤسسات ذات الأثر المباشر. ونصافح بعدها عهداً جديداً في حياتنا يجعلنا في العالم الأول وفي مصاف الدول المتقدمة.


المقال على موقع صحيفة الحياة