أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
ميلاد وطن
2017-10-04
توحيد المملكة كان أعظم ما حدث لبلادنا، من خلاله نعيش الآن رغد العيش والأمن والأمان.
في الـ23 من أيلول (سبتمبر) 2017 تم توحيد المملكة من جديد، ولكن من الداخل وليس من الخارج، فأصبحنا نشعر بوطن واحد ومجتمع واحد، لا طائفية ولا قبلية ولا تفرقة اجتماعية، لا توجس من شيء، ولا اختطافاً لرأي أو حرية، كل الخيارات متاحة، وكل يقرر الفرح على نفسه، وفق نظام عام يسمح للجميع بالفرح بالمنجز والتعبير عن الولاء، وتقديم كل الشكر والعرفان لوطن طالما منحنا كثيراً وسيمنحنا أكثر.
ما حدث هذا العام يجعلنا نعيد تأمل المشهد الداخلي ونتساءل: ما الذي حدث؟ وكيف مرت كل مظاهر الاحتفال باليوم الوطني بلا فوضى ولا خروج على النسق العام والعرف المجتمعي؟
نتساءل بدهشة، فتأتينا الإجابة جاهزة: إنها ثقة دولة ومسؤولية مجتمع وإخلاص أفراد، اجتمعت لأجل وطن يتسامى بنا أفراداً ومؤسسات.
أصبحنا مثل بقية المجتمعات، لا فرق بيننا وبينهم في الاستمتاع بثقافة الفرح، والبحث عن مساحات للتعبير والبهجة، وفق نسق اجتماعي وثقافي متعدد الوجوه والمشارب.
في يومنا الوطني، كان الميلاد الحقيقي لهيئة الترفيه، التي منذ أنشئت وهي تسعى لتقديم المختلف والمدهش، في شراكة متألقة مع القطاع الخاص، وكعادة كل جديد لا بد من خط ممانعة يقف في وجهه ويمنعه من الحراك السهل، لكنها استطاعت ببراعة امتصاص غضب كل أحد، وتجاوز كل تقصير بدر منها، وإصدار التشريعات التي تكفل تنظيم الفعاليات ونشر ثقافة الفرح والترويح عن النفس، فجاء اليوم الوطني ليشهد أجمل أداء لها وأفضل عرض قامت به في أكثر من مدينة، بل واستطاعت إقامة أكثر من فعالية في المدينة الواحدة، وفق احترافية أداء، وجودة منتج، وتنوع فكر، لترضي كل الرغبات.
من كان يصدق أن استاد الملك فهد الدولي بالرياض يمتلئ إلى آخره، ليس لمشاهدة مباراة رياضية، بل لأجل الاحتفال بالوطن في يومه التاريخي، إذ امتلأت المدرجات بالأسر كاملة، رجالاً ونساء، من دون تفرقة أو تضييق أو فصل جبري، الكل معاً.. وطن واحد على قلب واحد يهتفون معاً «عاش سلمان.. عاش محمد».. كانت بيعة جديدة من القلب لولاة أمر لا يتأخرون في صناعة لحمة اجتماعية تحفظ للمجتمع هويته وتعلي صدقيته وواقعيته.
لا نريد أن ندخل في جدل فكري وصراع جدلي عمن سرق الفرح ومن منعنا منه وضيّق علينا السنوات التي مضت، لنرمي سلبيات التفكير خلقنا ونذكر فقط كل إنجاز سابق بخير وفخر، ونفرح بما كنا فيه وما وصلنا إليه الآن، ونفكر في الغد معاً، شعباً وقيادة في الحفاظ على كل مكتسب يجعلنا نحب الوطن أكثر.
نحن على ثقة بأن رهان قيادتنا على المجتمع هو التحدي الذي نستحقه، ولا بد أن نثبت لهم أننا أهل للمسؤولية وعون لهم في السلم الاجتماعي والحراك المجتمعي.
ما حدث في يومنا الوطني، الذي مضى وأظنه لن يغادر ذاكرتنا بسهولة، هو عودتنا إلى الفطرة النقية والتسامح المجتمعي، والعيش جنباً إلى جنب أخاً وأختاً، من دون التوجس من خطر الذئب الذي يستغل نقص عقل النعجة!
من أجمل ما عشناه واقعاً في يومنا الوطني أن صناعة الفرحة ليست مسؤولية قطاع معين، بل تعداه إلى الأفراد والأسر، فكل احتفل على طريقته، في بيته أو في استراحته، كان كل شيء أخضر.
من خاف من الزحام وطول المسافات، صنع لنفسه ومن حواليه زحام مشاعر ومسيرات فرح اصطفت لتنشد وتغني «الوطن كله» وتتراقص طرباً وفرحاً، صغاراً وكباراً.
الوطن ليس مجرد عبارات أو حصة دراسية، بل يتجاوز ذلك كله لصناعة ثقافة التعبير بالفعل قبل القول، بالخوف على ذراته وكيانه والذود عنها بالروح والدم.
الـ23 من سبتمبر 2017 تاريخ سيتذكره الجميع أنه عودة المجتمع السعودي إلى حياته التي يستحقها، ومنهج سليم للحياة وفق الثوابت والمتغيرات بنهج عصري يرضي الكل ولا يغضب أحداً. نقولها وبكل فرح إن هذا التاريخ هو أفضل تعريف للمواطن السعودي والمواطن الحقيقي.