• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

من أجل قطر

2017-06-07

من أجل قطر

في الرياض يوم ٢٥ أيار (مايو) ١٩٨١، قرر ملوك وشيوخ دول شقيقة جمع بينها دين ولغة وعادات وتقاليد وتاريخ مشترك، أن يتحدوا ويصدروا بطاقة تعريف عالمية تجمع شمل الأشقاء الستة المتناثر على طول شواطئ الخليج العربي تحت سقف بيت عائلي كبير، يسمى «مجلس التعاون الخليجي»، الهدف منه اتحاد يولد قوة تحمي بعد الله تلك الدول، التي وبما حباها الله من نِعم أصبحت مطمعاً لكل أحد.

وفعلاً.. أصبح للخليج العربي بأبنائه البررة هيبة عالمية لا يستهان بها، نابعة من توفيق الله، ثم قلب الرجل الواحد الذي يضخ دماء المحبة والإخاء والإيثار في عروق حكوماتنا بشعوبها، ليصبح خليجنا واحد وشعبنا واحد على رغم أنف الحدود السياسية.

ولكن لأن الغيرة والحسد من صفات البشر فقد أصاب سوسهما عَصب البيت الخليجي ونخر في نية أحد أبنائه للأسف.

قطر الغالية التي كانت أول أعراض تسوس علاقتها بإخوتها تمردها على حاكمها وشيخها وأبيها الشيخ خليفة بن حمد رحمه الله، رجل العقل الحكيم والقلب الرحيم الذي طاولته يد الغدر من ابنه في وقت غاب فيه عن البلاد في ١٩٩٥، فتغيرت سياسة قطر مع أشقائها و«تعفنت» نواياها بعد أن كانت في عهد «خليفة الخير» ساعداً قوياً للمجلس الخليجي وكفاً تتحد مع إخوتها لتصفع بقوة كل معتدٍ أثيم.

للأسف.. أصيبت السياسة القطرية في عهد الشيخ حمد بن خليفة ومن بعده ابنه الشيخ تميم بمراهقة متأخرة ورعونة في تفاعلاتها مع القضايا الخليجية بما لا يليق بتاريخها العطر.

الغيرة التي أصابت دولة قطر من شقيقتها السعودية جعلتها في ماراثون تنافسي غير شريف مع أشقائها، فباعت أمن الخليج واستقراره للشياطين في مقابل محاولات يائسة ووعود كاذبة لا تنتهي من الشياطين، يستغلون فيها عظمة آل «الأنا» القطرية لتحقيق أهدافهم النجسة والوصول إلى أطماعهم الحاقدة مستغلين عقوق قطر الخليجية المتمردة.

أول مظاهر الخيانات القطرية كانت بإطلاق الشيخ حمد لتلك القناة الإخبارية التي جعلها ساحة حرب إعلامية بمدافع كذب وافتراء حاقدة مصوبة نحو أشقائها بدل أعدائها، ثم أتى بعدها استخدام ثروة الغاز الضخمة، التي وهبها الله لقطر في تمويل جماعات متطرفة تضرب بها أساسات أمن الخليج وبعض الدول العربية، لتضعفها ولتتسيد هي وتلبس ثوب القيادة في المنطقة الذي هو أكبر من مقاسها بكثير.

بعد هذا وذاك، دخلت قطر في لعبة الازدواجية السياسية واستحلت اللعب على الحبلين حين أنشأت قاعدة «العديد» لمكافحة الإرهاب ظاهرياً في الوقت نفسه الذي تدعم فيه في الخفاء وتمول جماعات الإرهاب!

في ٢٠١٠ كان لقطر دور كبير وأيادٍ خفية في تحريك موجة غبار الاضطرابات التي انتشرت في العالم العربي بخاصة في مصر، وذلك بتبنيها لسياسات عكس اتجاه المصلحة العربية عموماً والخليجية خصوصاً، على سبيل المثال دعمها «للإخوان المسلمين» الخارجين عن فلك حكوماتهم وإجماع شعوبهم.

ويستمر الغدر القطري، إذ انسحبت في ٢٠١١ من مبادرة الخليج لحل المشكلات في اليمن، وفي ٢٠١٤ وبعد سنة من عزل الشيخ حمد وتولي ابنه تميم الحكم تحدث أزمة سياسية خليجية تسحب فيها السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر، ولم يعودوا إلا بمبادرة كويتية على أمل هداية يستيقظ بها الضمير السياسي القطري، ويحيي في قلبها الحنين الأخوي.

ولكن هيهات، بعد تصرفات طائشة لا تتوقف من الشقيقة المتمردة وصبر أكبر من المعقول من شقيقاتها تغرس قطر أنياب الخيانة في روح اللحمة الخليجية وميثاق الاتفاق بعد قمة الرياض الإسلامية - الأميركية في مايو الماضي.

وذلك بتصريحات توضح الموقف الواضح لها بولائها لإيران رأس الفتنة والإرهاب والمسبب الرئيس لكل مشكلات الخليج والمهدد لأمنه.

وهنا يقف سلمان العزم بحزم ليقول: «للصبر حدود ومن أمن العاقبة ساء الأدب»، فأتى قراره صفعةً موجعةً علّها تجلي الغباش عن عيني الحكومة القطرية، لترى بوضوح أن مصلحتها هي قبل مصلحتنا نحن، أن تعود للبيت الخليجي معززة مكرمة، فهي من غير أشقائها صيد سهل، ومتى ما انتهت حاجة أسيادها منها ألقوا بها على قارعة طريق النسيان والتجاهل العالمي!

كلنا نتمنى لقطر أن تعود للبيت الكبير، فما بيننا وأهلنا هناك من حب ومودة كشعوب يختلف عن ما بيننا وحكومتها من عتب، وهذا ما أكدته حكومة الحزم بحكمتها وحلمها، عندما فرقت بين خلافها مع سياسة قطر في الوقت الذي أعلنت أنها سند لشعبها.


المقال على موقع صحيفة الحياة