أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
وأخيراً..!
2016-06-28
وأخيراً انتهت أطول إجازة عاشها طلابنا منذ عقود من الزمان، امتلأت بحكايات هزلية وتندر وتهكم على المعلمين والمعلمات، الذين هم أكثر من استفادوا منها مع الطلاب!
هذه العطلة لم تكن أياماً سهلة على البيوت والعائلات أبداً، كان طول مدتها كفيلاً بضغوط من كل جهة على الأسر في شكل عام، فالكل يريد أن يفعل شيئاً من خلال سفر سياحة، أو من خلال دورة تطويرية، أو البحث عن مشروع يبدأه، والكل يحاول تطويل أيامها بالبحث عما يريده وينقصه!طول فترة الإجازة مع الضغوط التي يعيشها مجتمعنا في شكل عام جعلها أقل حظاً من بقية العطل والإجازات، ما جعلنا ندرك أن الإجازة كلما طال أمدها فقدت بريقها، لذا لا بد من إعادة النظر في جدولة الإجازات عندنا، بترتيب يراعي كل الجوانب، سواء أكانت نفسية أم اقتصادية أم أمنية، إضافة إلى ربط مواعيدها بعطل العالم من حولنا، فنحن نتشارك معهم الزمان والمكان، وتفاصيل أخرى! ولأن الأمهات هن أكثر من يعاني من سلبيات الإجازة الطويلة، فأنا أعتقد أن كل أم تحتاج - مثلي - إلى إجازة من الإجازة، التي تحمّل أغلبهن فيها عبئاً مضاعفاً من المسؤوليات، كون الكل يعتقد أنها مالكة المصباح السحري، الذي يمكّنها من تلبية رغبات الكل من دون تقصير، لسبب وجيه هو أن أبناءها في إجازة! النعم فيها محمود، وإلا تدخل ضمن الجواب المرفوض. وهنا تقع الأم في حيرة من أمرها، وتحمل ضغوطاً فوق طاقتها، بناء على مقارنة بسيطة ننظر بها إلى تعاملنا مع الإجازات المدرسية، مقارنة بتعامل دول ومجتمعات أخرى معها، إذ نجد أننا بلا اهتمام وتنظيم كما يجب! فمن لا يسافر لن يتغير في برنامجه شيء أكثر من الانقطاع الموقت عن الدوام المدرسي!
وعلى رغم كل الاتفاقات بين وزارة التعليم وهيئة السياحة فإننا للأسف لا نجد شيئاً ملموساً، ولا نجد برامج تساعدنا، بصفتنا أسراً، في تقديمها هدايا لأبنائنا في إجازاتهم، وعلى رغم أننا في بلادنا ننعم بكثير من القرى والمدن الجميلة والخلابة، فإننا لا نجد من ينظم لنا رحلات إليها متكاملة الأهداف والغايات، بل دائماً المهمة ملقاة علينا، ما يجعلنا في كبد دائم! لذلك لا بد من تطوير مفهوم الإجازة عندنا، وتحويله إلى مقررات دراسية تخدم حياتنا وتضيف إليها الكثير، نريد طلابنا أن يعودوا إلى المدرسة ومعهم تجارب ومعارف جديدة، ويتبادلون مع زملائهم المعلومات والضحكات والمواقف والخبرات في قالب تعليمي جميل.
أما بالنسبة إلى طلاب الثانوية العامة فليس معقولاً أن تضيع الإجازة عليهم وهم ينتظرون قبولاً في جامعة لا يعرفون معاييرها، ولا يعلمون متى ينالون القبول فيها، ولا وكيف يبحثون عن بدائل لها في حال عدم القبول؟ ما يجعل العائلات التي عندها خريج ثانوي لا تعرف للإجازة طعماً ولا مذاقاً!
أتساءل: هل تعزيز ثقافة السفر إلى الخارج، وكأنه البرنامج الوحيد في الإجازة، فيه ظلم كبير لكثير من الأسر التي حرمت من ختم جواز السفر وعبور الحدود، إما لمشكلات اقتصادية وإما بسبب حرمان البعض من السفر لأسباب كثيرة؟ أليس من حق هؤلاء تطوير السياحة الداخلية لتنافس الخارج وتساعد الأسر المتوسطة في صناعة الفرح لأولادهم؟ العام الدراسي الجديد سيبدأ الأحد المقبل، ونحن موعودون فيه بأربع إجازات، مدة كل إجازة أسبوع، ولا أدري من الذي اخترع أن كل ثمانية أسابيع في الدراسة يلزمها أسبوع راحة، على رغم أ الأيام أثبتت لنا أن ما قبل الإجازة إجازة مبتكرة من الطلاب، ومن شركات الطيران خفضاً للأسعار، وما بعد الإجازة إجازة أيضاً، لكل الأسباب الماضية وغيرها!
ما أجمل نظام الدراسة القديم، عام دراسي بفصلين دراسيين وبينهما إجازة مدتها أسبوعان، ينضبط فيها كل شيء، ويعرف كل فرد مسؤولياته من دون أن تتاح له فرصة اختراعات هنا وهناك. وليتنا لا ننسى أن عامنا الجديد ستكون فيه الامتحانات خلال شهر رمضان، وتلك حكاية أخرى ومقالة أخرى!