أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
بيعة وبيعات
2017-01-08
مقالتي اليوم ليست عن تلك البيعة التي يظهر المواطن السعودي من خلالها ما يحمله في قلبه من فرح تجاه وطن يفتخر به، وقيادة يعتز بها.
البيعة التي أود الحديث عنها هنا، هي تلك البيعة التي تأبى أن تسجن خلف محدودية الوقت، الذي حصرها بيوم أو أسبوع أو تاريخ، يخبرنا أنه مضى عام آخر من عهد القوة على مبايعتنا لملك الحزم والعزم، والدنا سلمان بن عبدالعزيز، فتلك مبايعة تجدد العهد والوعد، لتخبر العالم بأسره، أننا على الولاء باقون، وفي وجه العدو متحدون، وحول ملك العزم محاطون، بحب وإخلاص ووفاء وطنية متكاتفون.
ما أرمي إليه هنا، هو نوع آخر من المبايعة التي بها نعزز قوتنا، ونعبر بها تعبيراً عملياً عن وطنيتنا.
هناك بيعة العمل مع القول، التي نجدد فيها الحب والوفاء للمليك والوطن، معاهدين إياه على الولاء والإخلاص والطاعة، في كل زمان ومكان، وتحت أي ظرف كان أو سيكون.
وهناك مبايعة القيادة التي تكون بصدق النية، في الوقوف مع وطن يواجه تحديات كثيرة، في زمن تكاثرت فيه الحروب والفتن القذرة، التي للأسف اتخذت من فئة قليلة من أبناء هذا البلد المعطاء، أسلحة دمار حاقد، توجهها نحو أساسيات بنائه المتين، لتحدث به تصدعات يسهل عليها الوصول إلى مبتغاها من خلال زعزعة أمنه.
وهناك بيعة أخرى، وهي بيعة العمل، التي نقف معها في صف واحد خلف قرار واحد وملك واحد، لنمهد دروباً كثيرة، يصل من خلالها وطننا إلى أهداف سامية، من راحة وإنجاز ورقي، ولذلك علينا أن نعمل على تجاوز كل التحديات التي تعترضنا، ونكيف أنفسنا مع المتغيرات حولنا، ونحفظ الثوابت التي نشأ عليها وطننا، لنبتعد به عن كل مواطن الضعف والهوان والتبعية.
وما أجمل أن تكون بيعتنا بيعة رضوان، وهي تلك التي نرضى فيها، بما يفرضه علينا ولي أمرنا، لما فيه مصلحتنا، فنشد على يده ونلتزم بأمره، وكلنا رضا بما أمر به.
بيعة الرضوان تلك، تأخذنا لبيعة أخرى هي بيعة المشاركة، التي يضع فيها المواطن يده بيد دولته، في السراء والضراء، يتشاركان في معرفة المهم والأهم، والبحث عن قنوات اتصال أكثر فاعلية، تضمن لكل طرف الإحساس بالاهتمام والمسؤولية، وأن يترجم ذلك وفق قرارات، يشعر كل أحد أنها له ومنه.
وفي دروب البيعة، تلوح لنا بيعة العز والفخر، بأن منحنا الله قيادة لها ثقلها وحكمتها، تعرف كيف تجنبنا التهلكة، وتجيد حل المعادلة الدولية من دون ضرر أو ضرار يمسنا ويمس وطننا ومكتسباته.
وقبل أن نختم كتاب البيعة، يبايع كل شيء فينا، وطننا على الحاضر والمستقبل، حاضر نصنعه معاً لنقطف منه مستقبلاً مزهراً لنا جميعاً.. ولا بد أن ندرك أن خطى التغيير، يجب أن تسير وفق خطط متسارعة مدروسة، لأن المجتمع بكل ما علق به من رواسب اجتماعية، يحتاج إلى تهيئة، ليتقبل المتغيرات العالمية والمحلية بكل أنواعها، من دون التصادم مع ما يعوق مسيرة التقدم.
وقبل أن أختم مقالتي يتراءى لي سؤال:
كيف لنا أن نزرع مفهوم البيعة في نفوس أطفالنا؟
وأجيب وكلي فرح بوطني وصغاره الكبار، أن بذرة الولاء والبراء تأتي من لدن والدين يرى صغارهما كل شيء واقعاً ملموساً، فيعرفون الوطن والقيادة من خلال أقرب الناس لهم، حتى يستلم الزمام، ويعرف لمن ينتمي، يجب علينا زرع الانتماء فيه من دون تبعية حمقاء أو أكاذيب جوفاء، تجعله في حيرة من وطنه وما يشاع حواليه.. خصوصاً في ظل الانفتاح على الإعلام الجديد، علينا أن نعلمهم أن يوماً لك ويوماً عليك، وفي كلا اليومين يجب أن نفرح بالرخاء ونصبر على الشدة، والرابط بينهما حب راسخ لوطن يسع طموحاتنا ويتقد بإبداعاتنا ويحققها بعون الله لنا في أنسب الأوقات.
بنظرة لما يحدث حولنا، يفرح كل أحد منا أنه في كنف وطن يستحق الغالي والنفيس لنحافظ على أمنه وننعم بالأمان في ظله.