أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
الخميس الأهم
2018-12-30
الخميس الماضي أعيد تشكيل مجلس الوزراء، فدخلته أسماء جديدة وخرجت أسماء أخرى، وهذا هو ديدن الإدارة الحكومية، تحاول جهدها مواكبة التغيرات وتحديث أنظمتها، لأجل تحديث يواكب المستجدات للنهوض بمسارات مختلفة، تقتضيها المصلحة العامة.
إن مغادرة مسؤول لمنصب، ليس معناها فشلاً أو سوء إدارة دائماً، لكن الظروف حوله لم تستطع أن تمنحه ما يصنع فارقاً أو يحدث متغيراً للأفضل، لذا تتاح الفرصة لاسم جديد وفكر مختلف لتحقيق الأهداف المرجوة منه. لذا، فلنشكر من غادر المشهد من دون لوم فات وقته، ولندعو لمن أصبح تحت مجهر المسؤولية ونكون عوناً له لا عليه.
تشريف عظيم وتكليف ليس بالسهل، عندما تتاح لأحد فرصة كسب ثقة ولي الأمر في تولّي حقيبة منصب معيّن، الاختيار في حد ذاته يشعر الفرد كم هو نصب عين من بنى هذا الكيان وبذل كل شيء لأجل نموه وازدهاره، وجاء اختياره ليمنحه حيزاً للمشاركة في هذه المنظومة ليبدع فيها ويصنع الطموحات المرجوة منه.
الحقائب الوزارية الجديدة، ليست جديدة على أصحابها، فلكل منهم تجربته الخاصة في هذا المجال، ولكل خبراته المتراكمة ورؤاه الخاصة، وجاءته الفرصة ليثبت نفسه ويقدم عملاً يجعل الكل يصفق له فرحاً وإنجازاً، ولن يحتاج لوقت طويل ليعرف ما يحيط بمنصبه وما ينتظره.
من السهل التفكير خارج المنصب، وإطلاق الرؤى والوعود المختلفة، وفي المقابل هناك حسابات قد لا يحيط بها من هو خارج المنظومة، وتظهر واضحة لمن هو في دائرة القرار، فيعرف ما يجب وما لا يجب.
لا تزال الأسماء الشابة تجد طريقها للمناصب العليا، وهذا رهان السعودية الجديدة، التي تمزج الخبرة مع الحيوية، وتحدث المشهد الإداري، وتسمح بالتغيير المنضبط، والابتعاد عن التقليدية والنمطية المعتادة.
وجاء إنشاء هيئة مستقلة للفضاء، لتقدم السعودية الجديدة نفسها في المشهد الفضائي، كقوة تنافسية قادرة على استثمار كل ما يحدث خارج الأرض لأجل صالح الأرض ومن فيها، وتعيين الأمير سلطان بن سلمان رئيساً لها، يجدد العهد والثقة برائد الفضاء المسلم الأول، الذي كان محط أنظار العالم في رحلته الشهيرة مع مكوك ديسكفري، ليأتي الآن ويصنع كياناً فضائياً أخضر الملامح والتوجهات.
وبنظرة سريعة لبعض التعيينات الجديدة، نجد وزير الخارجية الجديد الدكتور العساف، هو ابن الدولة والملم بالكثير من قضاياها، وستكون مهمة ترتيب العمل بالسفارات في الخارج، والسيطرة على التداعيات والتجاوزات التي تتم من قبل مؤسسات مشبوهة، هي الملف الأهم على أجندته القادمة، وبحكمته وخبرته الإدارية الطويلة نحن على موعد مع كثير من التغييرات التي تحفظ للديبلوماسية السعودية وجهها المشرق، وترتب العمل الديبلوماسي في السفارات والمنظمات الدولية ذات العلاقة والتأثير.
تركي الشبانة، مع حقيبة الإعلام وهو ابن الإعلام المخضرم، يعرف كيف يضع إعلامنا في الصفوف الأولى، وكيف يلجم كل المنصات المشبوهة بخطاب إعلامي متوازن ومؤثر، وقادر على فرض نفسه إقليمياً ودولياً.
وتأتي حقيبة التعليم، كأهم حقيبة ينظر لها الكل وينتظر منها المجتمع الكثير، وتعيين الدكتور حمد آل الشيخ لها يختصر الكثير، لأن له تجربة عريضة مع الوزارة أكاديمياً، وكنائب للوزير في فترة مضت، وتخصصه الاقتصادي سيمنح شرايين التعليم عندنا دافعية استثمارية للموارد التي ينعم بها تعليمنا، وما يناله من دعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة.
وهذه الحقائب وغيرها مما لا يكفيه عدد كلمات المقالة هي الأهم والتي تعني الكثيرين منا، وتلامس حياتهم اليومية وتفرض حضورها عليهم في كل حين.
ومن القرارات المفرحة التي جاء بها الخميس الأبيض، تعيين الدكتورة إيمان المطيري مساعدةً لوزير التجارة، ليستمر مشروع تمكين المرأة السعودية، ولتجد فرصتها في إثبات نفسها وتحقيق ما تصبو إليه وما تتمنى، وتكون هي ومثيلاتها، خير من يفتح الباب لأسماء جديدة نسائية تتبوأ مناصب قيادية تسمح بحضور فاعل ومؤثر.
وجاء قرار إنشاء عدد من الهيئات لأجل تنظيم عمل عدد من القطاعات، ومزج الفكر الحكومي بفكر القطاع الخاص، لاختصار كثير من الأمور واللحاق بركب التنمية سريعاً.
أخيراً وليس آخراً، من حق المسؤول علينا أن نكون عوناً له، نمنحه فرصة ليبدع، نصفق له عند كل تميز وإنجاز، ونكون عوناً له عند الخطأ بالنقد البنّاء الخالي من التجريح في وسائل التواصل، فهدفهم وهدفنا الارتقاء بالوطن والمجتمع، وهذا لن يتم إلا بتماسك الأيدي والتكاتف للبناء والارتقاء