• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

عاشت بلادي

2018-10-21

أحداث سياسية ساخنة تعيشها بلادي هذه الأيام، أحداث تثبت للعالم أننا نزداد رفعة وغيرنا «يتقزّم» كلما علت أصوات من طبول جوفاء مستأجرة يحركها المال الذي كلما شح خف صوتها وكلما ملأته «المنابع الآسنة» علا كـ «أنكر الأصوات». أما نحن، فيحركنا الحب والولاء والانتماء للوطن والقيادة، حب أقوى من أن يكون مشاعر هشة في مهب ريح الانجراف نحو أطماعهم.


بعد زيارة ولي العهد للكويت الشقيقة وما صحبها من تصريحات رسمية من الطرفين تؤكد نجاحها، على رغم تطاير ذباب «السوشال ميديا» الذي تزاحم بكثافة في محاولة يائسة لتلويث جوها النقي، يأتي لقاء الأمير محمد بن سلمان مع «بلومبيرغ»، ذلك اللقاء الذي تضمن أسئلة عميقة لا تقبل الرد الديبلوماسي الذي يبقِي المتلقي على سطح المعرفة من دون الغوص إلى منطقة شغف - المطلع المواطن - لمعرفة أعماق المرحلة التي نعيشها الآن، وكذلك - المطلع الخارجي– ليزداد معرفة بالسعودية الجديدة وإلى أين تتجه وما هي خططها وأهدافها. أسئلة قوبلت بإجابات شفافة واضحة واعية عميقة جداً صادقة إلى درجة «اللاثغرات»، التي تسمح لمتسلل حاقد أن يدخل منها لضرب الحلم السعودي القادم بالتشكيك فيه أو التقليل من شأنه.

التحدث أمام العالم ومناقشة قضية واحدة بتفاصيلها سهل جداً على أي سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي محنك، ولكن أن تفتح الملفات كلها مرة واحدة (سياسية واقتصادية واجتماعية) في لقاء واحد، وليتحدث بها رجل واحد بهذا التمكن والثقة والحجة القوية، فهذا هو التحدي الأكبر، وهذا بحد ذاته الرد الأقوى. بعد لقاء ولي العهد مع «بلومبيرغ» وما صاحبه من صدى عالمي، تأتي المحاولة الأخيرة وليست الآخرة للنيل من مملكة الإباء والشموخ، وسيناريو فاشل لمحاولة اتهام المملكة العربية السعودية باختفاء جمال خاشقجي، سيناريو وكأنه لفيلم من أفلام بوليوود وليس هوليوود، فيلم بميزانية إنتاج ضخمة وذو أحداث مبالغ فيها وحبكة درامية تشد انتباه المتفرج من دون أن تقنعه بصدقها، لا أعرف لماذا تصر بعض الدول على نشر غسيل كذبها وافترائها العفن أمام العالم، ولماذا على رغم كل البليونات التي تدفع لمرتزقة الإعلام والسياسة إلا أن أصباغ زيفها تذوب بسرعة من على وجه المشهد السياسي لتنكشف عورة حقدها القبيح، لا أعرف لماذا لم يستوعبوا من الدروس السابقة ألا عز لنا إلا بالله ثم اجتماعنا كإخوة متفقين على حلو ومر الثمرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتوافقة، وأن ما من غريب يستعان به ليعلو النجم إلا ويهوي بالغاية إلى عمق الطيش والحمق والتهور السياسي والاقتصادي إن كان هو صانع القرار في أرض غير أرضه ومجتمع غير مجتمعه.

لا شك أن رفعة ومكانة الأوطان حق مشروع لكل دولة مهما صغر حجمها أو كبر، ولكن لن يكون ذلك ما لم يكن هناك ذكاء سياسي يجعل الوصول إلى ذلك بطرق مشروعة، مبنية على الثقة بالنفس والقدرات، لتكون هي المحرك الأساسي بأدوات بشرية محلية وطنية، وكما قلت في البداية وقودها ومحركها حب الوطن والانتماء إليه، وتأصل الجذور التي توحد القيم والأهداف والرغبة الوطنية بالعلو، لا أفواه جائعة مسعورة تفرغ طاقتها بفراغ جيوبها.

لا نعلم حتى لحظة كتابة هذه المقالة عن مصير جمال خاشقجي، ولكن المشهد الحاضر يجب أن يكون درساً لمن فكر بأن هناك كرم حياة بعيداً عن الوطن، والدليل كثير ممن عاشوا وهم الارتماء بأحضان أوطان أخرى فضمتهم بقوة لا رحمة فيها، إلى الحد الذي أزهقت فيه أرواحهم على أحضان المصلحة والكره الذي يكنونه لموطنهم الأصلي بعد انتهاء حاجتها منهم.

كل ما أرجوه ويرجوه غيري ممن تشرب حب هذه الأرض وحب حكامها وشعبها، أن نكون على درجة عالية من الوعي بما يدور حولنا، وأن نثق صدقا وفعلاً لا قولاً، بالله، ثم حب هذه الأرض الطاهرة بحكامها لنا وأنهم الأحن علينا من دون أوطان العالم.

كل ما أتمناه ويتمناه كل غيور على هذا الوطن أن نكون خير معين بعد الله لقادتنا كل في مجاله، وأن نعمل بحق لتعزيز هويتنا الوطنية السعودية في نفوس أبنائنا، ونعلمهم منذ صغرهم كيف يتصدون للإرهاب الفكري، سواء المتطرف أم المنحل الذي يجب أن يعلموا حق المعرفة أنهم هدفه وغايته، وأنهم أكبر مسبب بعد الله لرفعة هذا الوطن أو النيل منه، وألا شيء سيعلو من غير أن نكون يداً واحدة حكومة وشعباً، لنصل إلى ما يجعلنا شمساً لا تغيب عن خريطة العالم بأمر الله.


المقال على موقع صحيفة الحياة