أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
كل شيء كما يجب
2018-09-27
مرّ اليوم الوطني بفرح استثنائي، وفعاليات غير مسبوقة، وعلى رغم كل الاحتفالات والأنشطة والازدحام إلا أننا لم نسمع عن خروج عن المألوف أو تجاوزات تتعدى على حرمات الآخرين أو تخريب للمنشآت أو خدش للذوق العام.
مرّ اليوم الوطني كأجمل ما يكون ابتكارا للفرح وتنظيما للفعاليات وروحا جديدة لهذه المناسبة الغالية، كل هذا تحت رقابة صارمة من قانون حازم، وضبط أمني مشدد تسامح وشجع كل من عبر عن فرحه برقي، وضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه الأمارة بالسوء الفرح بفوضى وحريات شخصية تضر بالممتلكات العامة أو الحرمات الخاصة للآخرين.
مرّ اليوم الوطني ولأول مرة نرى البصمات النسائية الناعمة تطبع بحضورها المتميز وجهودها الراقية مشاعر حب صادق وولاء مخلص للوطن الغالي وتكتب على صفحة المشاركات الفعالة في يوم الوطن الأجمل «أنا سعودية وأفتخر».
مرّ اليوم الوطني مرور كرام لم يطيلوا المكوث حضورا، ولكنهم أبقوا أثر الحضور حبا وتقديرا وشموخا برسالة يفهمها كل ذي عقل واع رشيد، ففي هذا العام تزينت بعض عواصم العالم بعلم بلادي وهذا لمن يفهم ويعي من أوائل بشائر رؤية الخير، فلولا هيبة وطني ومكانته وثقله لما ارتفع «الخفاق الأخضر» يزين تلك العواصم على رغم أنها مناسبة خاصة بنا كسعوديين.
مرّ اليوم الوطني ورأينا كيف فرح معنا اخوة الجذور والجوار والأصدقاء فرحاً أبيض نقياً من شوائب الحقد والحسد، فرحاً يليق بمكانة السعودية الشقيقة الكبرى بحكمتها وتفانيها وعطائها واحتوائها لكل ما فيه مصلحة المنطقة وأمنها، لفتة الحب تلك من أشقاء الوفاء كانت «قذى» مزعج في عين كل حاسد حاقد.
مرّ اليوم الوطني وقد تزينت معالم المدن باللون الأخضر وامتلأت الشوارع بالمحتفلين، رفرفة الأعلام بأيدي الأطفال والشباب والكهول رجالاً ونساءً من دون فساد أو خراب أو أذى، احتفلنا بلا خوف من سرقة الضحكة من وسط القلب بسبب علم بيد شاب أراد الاحتفال بوطنه فخرج من نافذة سيارته ليسرق فرحته من حرم علينا الفرح لثلاثة عقود مضت.
لم نر فساداً كنا نخافه، ولا اعتداءات يندى لها الجبين، ولا أي من أشباح تلك التوجسات التي افترضنا وجودها وتنبأنا بشرها قبل وقوعه فخفنا منها وحرمنا على أنفسنا كثيرا من الفرح المباح لنسد الباب في وجه مخاوف من نسج الخيال، للأسف اعتدنا سماع المثل الشعبي القائل «من خاف سلم»، ونسينا أن الخوف قاتل لكل تجدد ونجاح وابتكار وابداع، وحتى لا يسيء البعض فهم كلامي أنا لا أقصد ألا نضع في الاعتبار الفروقات بين أخلاقيات البشر والتباين بين ضوابط الضمائر والأخلاق والمكابح العقائدية والأخلاقية التي تحكم تجاوزت البعض والتزام البعض الآخر، فهذه موجودة وستبقى ما دامت هناك حياة وبشر خطاؤون، ولكنها ليست سبباً كافيا لوأد الفرح ولا مبررا لتحريم المباح ما دام هناك قانون يعاقب المتجاوز حتى لا يأمن العاقبة فيسيء الأدب.
مرّ اليوم الوطني ورأينا شيوخا بابتسامات مشرقة وأخلاق وسطية قد لا يشاركون بكل الفعاليات لقناعات راسخة لديهم يجب علينا احترامها واحترامهم، ولكنها لم تتعد حواجز القناعات الشخصية لتفرضها على الآخرين لإيمانهم أن الحلال بين والحرام بين وما بينهما من أمور اُختلف فيها، يستفتى فيها القلب على ألا يسمح لفتواه أن تتجاوز سقف المحرمات.
مرّ اليوم الوطني بثوب وطني مختلف، جميل حد رسم الدهشة على ملامح العالم الذي انشغل فضولا ليرى كيف هي السعودية الجديد، ففرح معنا من أحبنا ومات بغيضه من أبغضنا.
مرّ يومنا الوطني وأطفأت أنوار المهرجانات ولكن بقيت أنوار الحب والسعادة والولاء مضيئة في قلوب كل السعوديين، ودام عزك يا وطني ودمنا تحت ظل الله ثم ظل الملك والوطن في أمن وأمان وعز ورفعة بين الأوطان.