• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

نريد عاماً دراسياً مختلفاً!

2018-09-27

ينطلق مطلع الأسبوع المقبل العام الدراسي الجديد، ومعه تنتظم الحياة ويعود للأمور توازنها ويصبح كل شيء في مكانه الصحيح. شئنا أم أبينا يظل العام الدراسي هو محور التفاعلات اليومية في حياتنا، ومن خلاله تتم الفعاليات والمناسبات المختلفة. لا يزال التعليم عندنا هو الشغل الشاغل للكل، مسؤولين ومتلقين، من في الميدان ومن خارج الميدان، ولا نزال نشعر أننا غير قادرين على إيجاد معادلة حياتية تجعل الطالب يحب المدرسة ويشغف بما يتعلم.
على رغم كل التكاليف على الكتب الدراسية الورقية والرقمية، لا يزال الطالب يهرب منها لمواقع تعليم أخرى يجد فيها ما يبتغي، ويثير حماسه ودافعيته، بعكس التقليدية التي يجدها في مدرسته وفصله الدراسي مع معلم لا يتفاعل كما يجب معه.
رؤية 2030 اهتمت كثيرا بالتعليم، وحددت أرقاما ومنجزات وتصنيفات معينة، لابد لنا كدولة أن نحققها في التنافسية الدولية لتعليمنا، كلنا يلمس حرص وزارة التعليم على ذلك، وركضها في كل اتجاه لأجل تحقيق ما تصبو إليه الرؤية وما يليق بمكانتنا عالميا.
لكن الملاحظ أن مدارسنا تفتقر لمشروع تنموي اجتماعي أخلاقي على رغم كل لوائح السلوك المعتمدة والمقرة وعلى رغم أقسام الإرشاد المنتشرة بالمدارس، وذلك بسبب قلة الكادر الوظيفي وضعف التأهيل للبعض في ذلك وعدم وضوح الرؤية والأهداف في ذلك، ما جعل الأمر يخرج عن السيطرة.
أصبحت كثير من الأسر تعاني من تبعات أخلاقيات المدرسة، وما يحدث فيها من تجاوزات قد تدمر حياة ابنها وتجعله رهين لرفقة سوء، أو يعاني من تنمر أو تبعية تجعله بلا حول ولا قوة.
لا تزال مدارسنا تفتقر للنظام التفاعلي بعيدا عن المركزية والروتين، فالمعلم مقيد بمنهج وإشراف لا يسمح له بابتكار أو خروج عن النص، والإدارة مرهقة بقائمة تكاليف تجعلها لا تستطيع صناعة جو دراسي مختلف ومتميز.
نسمع كثيرا عن استقلالية المدارس عن الوزارة، ولكن لا يزال ذلك حبيس أدراج ولجان، وكأن تحقيق ذلك ضربا من خيال، وكأننا بدعا من الأمم.
يحتاج تعليمنا لقرارات شجاعة وذات أثر، لقد رأينا كيف تقلصت بؤر الإرهاب الفكري في مدارسنا وفي عقول طلابنا عندما ضيق على أصحابها وتم تقنين الممارسات اللاصفية وضبط محتواها على الطلاب.
ولا تزال المعلمة في مدارسنا تحتاج لفرص أكثر وصلاحيات أوسع، فما المانع في تكليفهن بتدريس المرحلة الابتدائية كلها بنين وبنات، لأجل فتح باب التوظيف لكثيرات، ولأجل زرع قيم تربوية وسلوكية لا يتقنها مثل المرأة، ولأجل تنشئة الأطفال في جو تشاركي يسمح بالاحترام والتقدير كل طرف للآخر.
تعليمنا الأهلي حكاية لا يجب السكوت عنها أو غض الطرف عن تجاوزاته وإرهاقاته ومخرجاته الضعيفة، وهذا موضوع يطول شرحه ولعلني أفرد له مقالةً منفردة.
كلنا سمع واستبشر ببرنامج «جودة الحياة»، أحد برامج رؤية 2030, الموكل إليه تحسين الحياة للأفراد والمجتمع، من خلال منظومة برامج ذات تأثير واضح في الحياة، كم أتمنى لو هذا البرنامج اتخذ من مدارسنا منطلقا لجودة الحياة، ومن مقرات المدارس كأماكن تنوير للأحياء وفرص للمشاركة من قبل كل الأطياف، ضمن برامج رئيسية وتطوعية.
عامنا الدراسي ليس بحاجة لدراسات ولا لجان، وليس بحاجة لحفلات ومؤتمرات، هو بحاجه لاهتمام وروح جديدة للمعنين بالأمر، معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات وأولياء أمور.
لا نزال نتأخر في القرارات الصعبة، ولا نزال نكرر أنفسنا، وللأسف لا مكان للمبدع ولا مميزات ينالها، ما يتسبب في قتل كثير من الآمال والطموحات بسبب تقاعس مسؤول وروتين نظام لا يعرف ما المهم وما الأهم!
كلي تفاؤل بعام دراسي جديد، يجد فيه أبناؤنا ما يسعدهم ويجعلهم خير أبناء لهذا الوطن.


المقال على موقع صحيفة الحياة