• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

بلادنا.. خط أحمر!

2018-09-27

لكل دولة سياستها وخصوصيتها، ولكل مجتمع ثقافته ومقوماته ومكوناته، لذا من الظلم أن نتعدى على حدود الآخرين، ونطلب منهم ما لا يريدون، أو نسألهم عن شيء لا يخصنا! السعودية خط أحمر، قلناها مرة وألفاً وسنقولها للمرة المليون، هي بلادنا ونحن أعلم بشؤونها ومصالحها أكثر من أي أحد، لسنا مطالبين بردود ولا تبريرات، ولسنا ملزمين بالبحث عن أجوبة لأسئلة في غير محلها كي نقدمها للغير.
مللنا من تطاول البعض على بلادنا، وسئمنا من الذين يتخذون من وسائلهم الإعلامية فرصاً لبث حقدهم وسمومهم علينا، الذين يبحثون لهم عن منصة هنا أو هناك ليطلوا بوجوه قبيحة تخبر وتتحدث عنا بما لا يفقهون ولا يعون! مللنا المؤتمرات التي تعقد، التي لا همَّ لها إلا واقعنا وما يجري عندنا، يسمعون كذباً ويزيدون عليه كذبات، وكأننا سنهتم أو نقلق.
ما يزعج الآن، هو تطاول بعض السفارات العاملة في المملكة، ونقلها صورة غير حقيقية عن واقعنا وقضايانا، تبجحهم تعدى ذلك إلى تزييف معلومات، ورفعها لوزارات الخارجية في بلادهم، ومن ثم اتخاذ مواقف سياسية معادية، وكأننا سنخاف فنضطر لهم. أثبتت التجارب والمواقف، أننا نعيش زمن المصالح، فكما يبحثون هم عن مصالحهم، فنحن لنا أيضاً مصالحنا، التي لا بد من دفع الثمن لأجل نيلها، فلن نسمح لأحد أن يأخذ منا وهو لا يعطينا.
مزعج أن تنشغل الدول بشؤونك الداخلية، وهم عندهم قضاياهم المعقدة التي من الأولى أن ينشغلوا بها عنا وعن قضايانا، عندهم الفساد الأكبر والتناقضات المزعجة، التي تجعلنا نقول من كان بيته من زجاج فالأجدر أن لا يرمي الناس بالحجارة. نحن لسنا ضد العالم، ولسنا ناكري جميل، لكن نحن ضد كل الإملاءات التي تصدر من قبلهم وتفرض واقعاً ليس لهم الحق فيه.
العالم يعيش مع بعضه وفق منظومة دولية تكفلها العهود والمواثيق، ولا يصح أن يتعدى طرف على آخر، ولا ينتهك حرماته من دون حسيب أو رقيب. لذا، متى ما تجاوز أحدهم الخط الأحمر، وجب إيقافه عند حده وإعادته لمكانه الصحيح، وسحب كل مميزات كان ينالها من قبلنا.
الاقتصاد هو سيد الموقف، والمواقف الدولية هي من تشفع لك. لذا، من لا يوافق سياستنا فلا حاجة لنا في البحث عن رضاه أو مد جسور إليه.
ما يزعج أخيراً، هو تعاطف بعض أبنائنا وأفراد مجتمعنا مع جهات خارجية، التي تقترب حباً وهي تضمر شراً لا نهاية له. ننزعج عندما نتعامل مع الآخرين برقي فنفاجأ بأننا أصبحنا متاحين لأي أحد أن ينال منا ومن ثوابتنا وقيمنا، بسبب معلومات من قبل بعض الخونة لهم، والتي للأسف أريد بها إصلاحاً وهي الفساد كله.
كعادتنا، نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ومتى ما رأينا شيئاً لا يسر، طرقنا الأبواب في وضح النهار، وعبر المنصات والهيئات الدولية، ومعنا البراهين والأدلة من دون تزييف أو ضجيج. ونحن ولأننا قِبلة الإسلام ومهبط الوحي، فلا نتدخل إلا لحماية مقدسات ومشاعر وحقوق المسلمين، قد نتحمل كثيراً على أنفسنا، ولكننا نقوم بمسؤوليتنا ودورنا التاريخي تجاه القضايا العادلة والحساسة. صبر كبارنا بدأ ينفد على تجاوزات البعض تجاهنا، دولاً وهيئات ومؤسسات وبرامج وأفراد، نحاول ما استطعنا مسك الأمور من الوسط، لكن للأسف البعض لا يريد ذلك، ويراه ضعفاً فيتطاول أكثر. لذا، كان العزم والحزم هو السلاح الأقوى للمرحلة الحالية.
لا بد من رسالة تصل لكل من يعمل على أرضنا، أنه هنا لأجل مواثيق وعهود، وليس لأجل تجسس وتدخل في شؤون الغير، من يحد عن مهمته التي نصت عليها الأعراف واللوائح الدولية فمكانه خارج المنظومة، ولن يلومنا أحد حينها أبداً.
نفرح كثيراً، أننا نملك قرارنا وسيادتنا، ونفرح أكثر عندما نجد الكل يحسب لنا ألف حساب قبل أن يتهور ويغضبنا.


المقال على موقع صحيفة الحياة