أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
السفر..متنفس معرفي
2019-02-05
ما أن نسمع كلمة - سفر أو مسافر -، وما أن تلوح في الأذهان أو تصافح الأعين ملامح المطارات حتى تمر بذاكرتنا أبيات الإمام الشافعي في فوائد السفر: تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد.. تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد.. هي فعلا أبيات خالدة وضعت فوائد السفر داخل إطار شعري جميل صالح لكل زمان وثقافة ومكان .. فوائد الغربة المؤقتة تتحدث عبر السنوات والأجيال بدون أن تتغير فلو نظرنا إلى - تفريج الهم - فليس كالسفر دواء نتخلص به مما علق بأرواحنا من ترسبات ضغوط الحياة التي ترهق الأنفس وبالتالي تبطئ من حيوية الأبدان وتضعف نشاطها أو في أسوأ الحالات تعطله، فنحن في السفر نذهب بحقائب كثيرة من تعب ونعود منه بأوزان زائدة من فرح مجاني لا رسوم مادية عليه.. هو وقودنا الأنسب لحياة كلها تميز واستقرار ونجاحات ..
- اكتساب المعيشة - كان وما زال هو الشريان الرئيس الذي يغذي الانتعاش الاقتصادي سواء على مستوى الفرد أو المجتمع.. ابتداء من رحلات التجارة على أسنمة سفن الصحراء وظهور الخيول وصولا إلى مقاعد الطائرات التي على طاولاتها تصاغ عقود وصفقات لكسب عيش ينتفع منه الفرد والجماعة والمجتمع ككل - العلم والآداب - الذين يطلب منهما العُلى نجد كثيراً منها في الابتعاث بفوائده الكثيرة فبالإضافة إلى تغذية المدارك بالعلم.. كانفتاح العقول على الثقافات الأخرى مما يجعلها مرنة في إحداث التغيرات الإيجابية في مجتمعاتها الأم مع الاحتفاظ غالبا بهويتها الأصلية ما يجعلها بتواصل دائم مع مستجدات التغير العالمي ويجنبها الانعزال.. أما - صحبة الماجد - إن توفرت فهي خير أُنس يقرب القلوب ويشد من مواثيق الود بين البشر.. ففي الغربة تتكشف الأقنعة ونعرف الصديق من المتصيدق .. والصادق من المنافق.. والراقي من المنحط.. لذلك يخطئ من يظن أن السفر رفاهية أو وجاهة اجتماعية فقط .. لأنه أصبح ضرورة حياة ترتبط بكثير من منافعها .. ولذلك أصبحنا نرى التنافس بين شركات الطيران والمكاتب السياحية في أسعار التذاكر وخدمات الفنادق وملحقات السفر.. ومن فضل الله أصبحت العروض المقدمة تُفصل بمقاسات قدرات الناس المختلفة كي لا يحرم أحد من فوائد السفر الكثيرة ومنافعه.
