أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..
إصداراتي
حواري مع مجلة ليالينا
2017-02-19
تغريد الطاسان
أغبط الشعراء لكن نثري تفوق على شعري!
كلماتها تذيب جامد المشاعر، فتجعلها نهرا يتدفق بغزارة ليصب في محيط الورق، تتدفق حروفها جرأة غريبة فتعلو من دون ضجيج وتنصت لها الأذان وصت الزحام، عالمها الأجمل والأكثر روعة يتمثل في أبيها الذي يمثل لها مدرستها الأولى، السعادة لديها في أن يحلّق المرء بنفسه ويعيش حياته كما يحلو من دون المساس بالأخرين.
تعيش الماضي بلا ألم فتستدعي أعذبه وتغض الطرف عن عذاباته تحرص دوما على الابتعاد عن كل ما هو سلبي وتبحث عن السعادة. تغبط الشعراء بعدما انتصر النثر على فارس الشعر لديها،لها في كل يوم إشراقة جديدة وأحلام وليدة وآمال عديدة، إنها الكاتبة السعودية تغريد الطاسان.
• هل يمكن أن نعتبر دراستك الخدمة الاجتماعية في الجامعة سبباً في تكوين اتجاهات شخصيتك فيما بعد؟
- من أكثر الأشياء التي أحببتها في حياتي أنني تخصصت في هذا المجال.. فمن خلاله استطعت أن أعرف أسرار التركيبة الفردية والمجتمعية والاجتماعية والتوغل إلى عمقها ما كان له أثر إيجابي علي كفرد وعلى عطائي كأم وسيدة أعمال وكفرد في المجتمع يتأثر ويؤثر.
• ما أهم العادات التي تقومين بها قبل ممارستك الكتابة؟
- لا احب أن أقيد نفسي بعادات إن غابت بُح صوت حرفي وفقد قدرته على التعبير أحياناً يخجل قلمي عن التعبير ما لم أركن به إلى ركن هادئ مع فنجان قهوة لذيذ وقلم رصاص يجعلني أعود إلى زمن القلم والورقة والممحاة وتقليديتها التي تذيب جامد المشاعر فيتدفق الشعور بغزارة تصب في محيط الورق.
وأحياناً يكتسب حرفي جرأة غريبة فيعلو صوته وسط ضجيج وصخب فتكون شاشة هاتفي الذكي اذان صاغية له تسجل كل صخبه، كلمات أدونها في أرشيف المسودات بتلقائية تامه تحفظ الفكره وتراعي تسجيل كل صخب حتى لا يضيع الكلام وسط الزحام ومتى ما تهيأ الوقت هذبت فوضى البوح ونسقته ليليق بالقارئ.
• من الشخصية الأكثر تأثيراً في حياة تغريد الطاسان؟
- والدي إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان هو عالمي الأجمل علماً وثقافة ومسؤولية .. أما والدتي بدرية بنت محمد الحسين فهي مُدرستي الأولى التي تعلمت منها أبجديات المسؤولية ومهارات التكيف مع متقلبات الحياة المختلفة وككتابة وحرف أعشق أسلوب غازي القصيبي رحمه الله ونازك الملائكة وجبران خليل والبرتو مورافيا.
•كيف تلخصين لنا فلسفة السعادة؟
- باختصار ..
عش حياتك كما تحب دون النظر للآخرين ودون المساس بحرياتهم .. لا تدع شيء في خاطرك مؤجلاً فما تستطيعة اليوم قد لا تلحق به غداً.. وقليل من جنون سيمنح عقلك المساحات الأجمل للتفكير والهدوء والخروج من الأزمات .
وبالطبع إشباع الروح بحب الحياة والاستمتاع بها قدر المستطاع لأننا نستحق وهي تستحق.. عش حياتك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً فيها موازنة تمنحنا سر السعادة الذي يغيب عن كثيرين.
• بمناسبة الذكريات ..هل تعيشين الماضي باعتباره جزء من الحاضر وتستدعينه دوماً؟
أنا ممن من الله عليهم بماضي جميل عشت فيه بالزمن الأجمل .. في كل شيء ابتداء من حكايات الجدات إلى الرقي في التعامل وفي العلاقات الاجتماعية والفن والأدب والتعليم وكل شيء حولي كان يمنح الحياة جمالاً.. ورغم كل هذا فمن الطبيعي أن تكون هناك وخزات وجروح تدمي شفافية الماضي الجميل تلك.. أنا استدعي من الماضي أعذبه لأحمد الله عليه .. وعند الحيرة في مواقف كثيره أركن إلى زواياه لاستدعي خبرات اكتسبتها وأُحي تجاربي فيها لاستخلص أنجح الحلول والقرارات .. أما جراح الماضي وخيباته والأمه فهي دائماً عندي جثث دفت وأصبحت رفاة في مقابر الذاكره البعيدة.
• من الأشخاص الذين تحرص تغريد الطاسان على الابتعاد عنهم؟
- احرص على الابتعاد عن كل شخص سلبي متشائم يرى الحياة من منظار قاتم، كما أكره التحدث عن الغير وأحرص دائماً على الابتعاد عن مجالس النمامين المغتابين الهاوين لكشف ستر أسرار الناس فالمجالس بهم قطع من نار.
• ما أهم المكاسب التى تعتبرين أنك فزت بها إلى الآن من خلال الكتابة؟
الحمد لله رب العالمين فزت بمحبة القراء .. صناعة أفكار خاصة بي .. تقديم أسلوبي دون تقليد لأحد .. اكتسبت خبرات .. بالإضافة لوجود منبر أقدم من خلاله نفسي وأفكاري وآرائي في القضايا وأتحاور فيها مع المتفق والمختلف برقي للوصول إلى الغايات والأهداف الأجمل.
• ماذا عن الشعر في حياتك وما الذي يلفتك فيه؟
- أحب الشعر عندما يلامس شغاف القلب كأشعار نزار قباني وفاروق جويدة وبدر بن عبد المحسن وخالد الفيصل .. فالشعر يقول مافي النفس وما تود سماعه من خلال آخرين يجيدون مزج موسيقى الكلمة مع لحن المشاعر .. كم تمنيت أن أكون شاعرة ولكن نثري تفوق على شعري وكم أغبط الشعراء.
• آي القصائد الشعرية تفضلين وما البيت الذي يملأ عقلك ووجدانك؟
- قصائد العشق والإلهام لها المساحة الأكبر من ذائقتي الشعرية، أما عن الشق الآخر من سؤالك فأنا أظلم الشعر لو اخترت بيتاً واحداً فقط ليملأني .. ولا أخفيك سراً متى ما ضاق على شيء هربت لقصيدة شعر وسافرت معها بعيداً لأعود منها وأنا تغريد أخرى.
• هل تفضلين السفر والرحلات أم أنك بيتوتية؟
كلاهما متواز عندي ..أحب السفر بكل أنواعه العائلي أو مع صديقاتي أو لوحدي ..أو للعمل .. أعشق تفاصيل القرى وأكره الزحام .. وفي المقابل أعشق بيتي وأبنائي وعالمي الصغير العامر بالحب داخل بيتي وسط أولادي فأصنع منه عالماً جميلاً استمتع به فتصبح الأماكن فيه محطات سفر من نوع آخر ..
• بم تنصحين المرأة السعودية التي مازلت تخاف دخول معترك الحياة العملية؟
- أنصحها بعدم الخوف .. وخوض التجربة وصناعة تجارب جديدة .. الحياة العملية تعيد صياغة شخصياتنا وتصقلها وتجعلنا نقرأ المجتمع بصورة مختلفة أكثر عمقاً وتكسبنا خبرات نحتاجها وتمنحنا استقلالية وفرص لصناعة شيء ذي بصمة خاصة بنا.
• ماذا تمثل لك مواقع التواصل الاجتماعي؟
هي فرصة لاختصار المسافات والقرب من المجتمع بجميع أطرافه وفئاته لصناعة ثقافة تواصل تثرينا .. إلا إني أكره مواقع التواصل عندما تتحول إلى ساحات حرب لتصفية الحسابات وميادين للتنافس غير الشريف.
• ما أبرز ما يحتاجه نظام التعليم لدينا من وجهة نظرك؟
يحتاج إلى القرب من الواقع .. صناعة الدهشة ..البعد عن الرتابة .. تحفيز الطالب على البحث والاكتشاف أكثر من التلقي والحفظ.. منح الطالب مشاركة أكبر .. إلغاء الاختبارات والواجبات تقليدية النمط واستبدالها بما يثير شغف الطالب واهتماماته لتعمق في العلوم المختلفه أكثر.
• ما رسالتك للمعلم؟
كن قدوة وذا أثر في حياة طلابك .. لا تمترس وصاية مطلقة ولا تتغاضى عن سلوك مشين .. وكن رفيقا بكل شيء.
• من الأشخاص الذين يمثلون الحياة لتغريد الطاسان؟
- أولادي لهم المساحة الأكبر والأجمل .. ثم يأتي بعدهم وجود أصدقاء لا غنى لي عنهم .. ويبقى والداي وإخوتي وأخواتي أمني وأماني وملجئي بعد الله من كل شيء.
• بمناسبة موسم الشتاء .. كيف تصفين شعورك مع زخات المطر؟
- المطر قصيدة عشق أدون نظم أبياتها على صفحة الروح بقلم مشاعر.. حبرة رائحة الأرض المبتلة بماء السماء المنهمر الذي أتلمس من خلاله الجمال وأفرح بخيرات الله وازداد عجباً من قطرات الماء التي جُعل منها كل شيء حي .. حتى الفرح ..!
• هل مرت بك مشاعر ندم؟
- من لا يندم لا يشعر .. ولكن الوقوف كثيراً على أطلال الندم يضعف الأمل وينحر بسكين الخيبات الحادة روح التفاؤل بحاضر مشرق وغد أفضل .. لذا أتجاوز الندم واتعامل معه كتلميذة في دورة خبرات سريعة أتعلم فيها مهارات تجاوز خذلان البشر والقوة والخبرة في المحافظة على حسن الظن بالناس دون منحهم جرعة زائدة من ثقة تقتنلني ألماً وندماً إذا انكشف زيفهم.
• ما أفضل ما يمكن أن يخبرك به الصباح؟
- في صنع البدايات الأجمل .. في نزع الظلم والبحث عن فضاء أوسع يسعد به الكل وأن مع كل اشراقة شمس في يوم وليد هناك فرصة لبداية جديدة.
• ما أجمل خبر سمعته في الفترة الأخيرة؟
- تطور قانون الأحوال الشخصية .. والصدى الجميل افتتاح مركز التدريب الخاص بي والحمد لله.
• كتبت عن المراهقة وعن السعادة .. هل هناك جديد يلوح في الأفق؟
- هناك جديد دائماً .. وكل شيء سيعلن عنه في الوقت المناسب الذي يختاره الله.
• برأيك كيف للمرأة أن تسهم في إنجاح رؤية المملكة ٢٠٣٠؟
- متى ما منحت الفرصة الكاملة وأعطيت صلاحيات وأزيلت عنها عقبات وآمن بها أصحاب القرار أنها نصف المجتمع بحق عندها سيكون لها دور فعال في إنجاح تلك الرؤية.
• هل من طريقة تفضلينها لاختيار أعضاء مجلس الشورى، تجربة إيرلندا مثلا؟
الانتخابات لا تأتي بالجيد دائماً .. والتعين لا يرى كل أحد .. لذا وجدت أن تجربة ايرلندا منطقة وسط بينهما ..
• تعرّفين نفسك بأنك أم قبل كل شيء وهذا واضح ..لكنك تقولين أنك سيدة أعمال قبل كل شيء أيضاً وهذا يحتاج إلى توضيح؟
- أنا كتبت سيدة أعمال رغم كل شيء .. وهنا فرق قصدت به أنه رغم كل الصعوبات التي تجدها سيدات الأعمال مازلت أقاومها وأحاول أن أصنع المختلف.
• ما تعليقك على حملة مقاطعة الرجل؟
- حملة غير صحيحة ولا تخدم المجتمع أبداً ..
• هل أنت مع اسقاط الولاية؟
- أنا أرفض ذلك.. لكني مع تنظيمها بحيث لا تمنح الولاية الا لمن هو كفؤ لها، حفظاً للحقوق وعدم استخدامها للقهر وللمصالح غير المقبولة حتى تصبح كحبل مشنقة من ظلم ملتف حول عنق المرأة .. لا يمكن أن نرفض حكماً شرعياً من الله عز وجل .. ولكن الشرع للأسوياء العقلاء لذا لابد من الضرب بيد من حديد على كل ولي أمر سفيه متى ما أضاع الأمانة وفرط فيها.
• أنت ناشطة اجتماعية بعد كل شيء.. مثل ماذا؟
- بعد كل مسؤولياتي تجاه أولادي اغتنم فرصة العمل الاجتماعي الذي أراه متنفساً لي دوماً.
• من مطربك المفضل وأغنيته المحببه اليك؟
- أنا من عشاق القديم، عشقي وردة وام كلثوم وعبد الحليم .. واحلق مع محمد عبده وطلال مداح رحمه الله وعبد المجيد عبدالله.