• اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية

    يارب .. وحدك القادر على كشف الضر عنا وعن بلادنا.. وعن كل بقعة في ارضك تضررت بفيروس كورونا

  • الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
    بعد ٣ أسابيع قضيتها في أحد مراكز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة ..

أكتب لأُغير وأتغير..أبحث عن المختلف والأفضل.. أم قبل كل شيء.. وسيدة أعمال رغم كل شيء..وناشطة أجتماعية بعد كل شيء.. ممتنة لعائلتي.. وفخورة بمن حولي من أصدقاء..

ليتهم يضحكون!

2016-06-28

ليتهم يضحكون!

الابتسام والضحك..

 أحدث الأدوية المكتشفة والموافق عليها من هيئة غذاء ودواء الحياة لعلاج كثير من الأمراض النفسية، وبالتالي الجسدية..

 فمن منا فكر في صرف روشتة الضحك من صيدلية الفرح الزاخرة باللحظات السعيدة التي تمتلئ بها أرفف الأيام؟ 

كثيرٌ منا، للأسف، يتوه في الوصول لأقصر طرق العلاج.. لأن ذاكرة الحزن والألم والتباكي على قسوة الظروف عنده حاضرة.. دموع الحسرة على سوء حظه تنسيه أن يواظب على تناول ملعقة كبيرة من الضحك 3 مرات يومياً، بعد كل وجبة كَدر عسيرة، ليزول تضخم الهمّ والتهاب الشُعب الابتهاجية..

 ليتهم يعلمون أن الحياة معقدة، لمن سلك فيها دروب متاهة الحزن والبكاء والتعسير المظلمة.. وأنها سهلة ميسرة بسيطة، لمن فهم أن صعب الظروف، من طبيعة الحياة، وأن الفرح فيها هو الأصل.. أما الحزن، فهو أمر عارض، مهما قسى أو طال.

 لذلك.. من حكمة الله، أن جعل كل شيء يبدأ صغيراً، ثم يكبر.. إلا المصيبة، جعل الله ولادتها كبيرة، ومع الوقت تصغر وتتقزم.

 الفرح.. التبسم والضحك والابتسام، لا تطلب منا جهداً كبيراً، ولا مالاً وفيراً.. هو عطاء من الله، وضعه لنا بين طيات تفاصيل حياتنا اليومية. 

 قد نجد الضحكة تحت براءة قهقة طفل أو طرافة لثغته، وهو يتعلم الكلام..

 قد نجدها رضاً يرسم التبسم على شفاهنا سعادة بدعوة والدين.. 

 بكلمة حلوة ممن نحب.. ببرّ ابن.. بالشفاء من مرض أو النجاة من أذى.. بلقمة نظيفة تسكت صرخات جوع المعدة أو شربة ماء هنية في يوم قائظ، بطرفة تأتينا عبر رسالة أو بجمعة عائلية تضحك فيها القلوب قبل الشفاه، حباً ومودة وألفة.. 

 شعور الرضا والفرح الذي ينطق بصوت الضحك متوافر بوفرة في متناول يد كل أحد..

 ولكن..

 مجتمعاتنا التي تهوى البكاء على ألحان الظروف الحزينة تستنكر الضحك وتتشاءم من طغيان حضوره في لحظات السعادة، قائلين «الله يكفينا شر هذا الضحك»! 

 يتذكرون دائماً حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن الضحك يُميت القلب، وينسون قوله، صلى الله عليه وسلم، «تبسمك في وجه أخيك صدقة»!

من خوفنا من الضحك نسينا أن الله -جل جلاله - يضحك!

عن أبي رزين قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره، فقال أبو رزين: أو يضحك الرب عز وجل؟ قال: نعم، فقال: لن نعدم من رب يضحك خيرا» (صحيح الجامع).

 وقال صلى الله عليه وسلم: «عجب ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب) حديث حسن.

الخلاصة.. 

الوجوه المستبشرة التي تشد طرفي الشفاه بابتسامة متفائلة لا تعني أن بنوك الأيام أفلست من أرصدة الحزن.. إنما هي تخبرنا بأنه رغم الضيق، مازال في الحياة متسع لسعادة، وأن الدنيا التي خلقها رب يضحك مليئة بمناجم من فرح قريب تحتاج منا إلى اكتشافها فقط.

اضحكوا .. ففي الضحك فلسفة سعادة تقهر كل حزن.